بسم الله الرحمن الرحيم كتاب العلم باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف في القرآن
2665 حدثنا حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب عن يزيد بن إبراهيم التستري عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد قالت عائشة هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتاب العلم
التالي
السابق
[ ص: 165 ] قوله : ( حدثنا ) هو بضم التاء الأولى . وأما التاء الثانية فالصحيح المشهور فتحها ، ولم يذكر يزيد بن إبراهيم التستري السمعاني في كتابه ( الأنساب ) ، في ( المؤتلف ) ، وغيرهما من المحققين ، والأكثرون غيره . وذكر القاضي في ( المشارق ) أنها مضمومة كالأولى . قال : وضبطها والحازمي بالفتح . قال الباجي السمعاني : هي بلدة من كور الأهواز من بلاد خورستان ، يقول لها الناس : ( شتر ) ، بها قبر رضي الله عنه الصحابي أخي البراء بن مالك أنس .
قولها : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات [ ص: 166 ] إلى آخر الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم قد اختلف المفسرون والأصوليون وغيرهم في تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : اختلافا كثيرا . قال المحكم والمتشابه في المستصفى : إذا لم يرد توقيف في تفسيره فينبغي أن يفسر بما يعرفه أهل اللغة . وتناسب اللفظ من حيث الوضع . ولا يناسبه قول من قال : المتشابه الحروف المقطعة في أوائل السور ، والمحكم ما سواه . ولا قولهم : المحكم ما يعرفه الراسخون في العلم ، والمتشابه ما انفرد الله تعالى بعلمه . ولا قولهم : المحكم الوعد والوعيد ، والحلال والحرام ، والمتشابه القصص والأمثال . فهذا أبعد الأقوال . قال : بل الصحيح أن المحكم يرجع إلى معنيين : أحدهما المكشوف المعنى الذي لا يتطرق إليه إشكال واحتمال ، والمتشابه ما يتعارض فيه الاحتمال . والثاني أن المحكم ما انتظم ترتيبه مفيدا إما ظاهرا وإما بتأويل ، وأما المتشابه فالأسماء المشتركة كالقرء وكالذي بيده عقدة النكاح ، وكالمس . فالأول متردد بين الحيض والطهر ، والثاني بين الولي والزوج ، والثالث بين الوطء والمس باليد ، ونحوها . قال : ويطلق على ما ورد في صفات الله تعالى مما يوهم ظاهره الجهة والتشبيه ، ويحتاج إلى تأويل . واختلف العلماء في الغزالي وتكون الواو في والراسخون عاطفة أم لا ؟ ويكون الوقف على الراسخين في العلم هل يعلمون تأويل المتشابه ؟ وما يعلم تأويله إلا الله ، ثم يبتدئ قوله تعالى : والراسخون في العلم يقولون آمنا به وكل واحد من القولين محتمل ، واختاره طوائف ، والأصح الأول ، وأن الراسخين يعلمونه لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته ، وقد اتفق أصحابنا وغيرهم من المحققين على أنه يستحيل أن يتكلم الله تعالى بما لا يفيد . والله أعلم .
وفي هذا الحديث التحذير من ، ومن يتبع المشكلات للفتنة . فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد ، وتلطف في ذلك ، فلا بأس عليه ، وجوابه واجب . وأما الأول فلا يجاب ، بل يزجر ، ويعزر كما عزر مخالطة أهل الزيغ ، وأهل البدع رضي الله عنه عمر بن الخطاب صبيغ بن عسيل حين كان يتبع المتشابه . والله أعلم .
قولها : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات [ ص: 166 ] إلى آخر الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم قد اختلف المفسرون والأصوليون وغيرهم في تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : اختلافا كثيرا . قال المحكم والمتشابه في المستصفى : إذا لم يرد توقيف في تفسيره فينبغي أن يفسر بما يعرفه أهل اللغة . وتناسب اللفظ من حيث الوضع . ولا يناسبه قول من قال : المتشابه الحروف المقطعة في أوائل السور ، والمحكم ما سواه . ولا قولهم : المحكم ما يعرفه الراسخون في العلم ، والمتشابه ما انفرد الله تعالى بعلمه . ولا قولهم : المحكم الوعد والوعيد ، والحلال والحرام ، والمتشابه القصص والأمثال . فهذا أبعد الأقوال . قال : بل الصحيح أن المحكم يرجع إلى معنيين : أحدهما المكشوف المعنى الذي لا يتطرق إليه إشكال واحتمال ، والمتشابه ما يتعارض فيه الاحتمال . والثاني أن المحكم ما انتظم ترتيبه مفيدا إما ظاهرا وإما بتأويل ، وأما المتشابه فالأسماء المشتركة كالقرء وكالذي بيده عقدة النكاح ، وكالمس . فالأول متردد بين الحيض والطهر ، والثاني بين الولي والزوج ، والثالث بين الوطء والمس باليد ، ونحوها . قال : ويطلق على ما ورد في صفات الله تعالى مما يوهم ظاهره الجهة والتشبيه ، ويحتاج إلى تأويل . واختلف العلماء في الغزالي وتكون الواو في والراسخون عاطفة أم لا ؟ ويكون الوقف على الراسخين في العلم هل يعلمون تأويل المتشابه ؟ وما يعلم تأويله إلا الله ، ثم يبتدئ قوله تعالى : والراسخون في العلم يقولون آمنا به وكل واحد من القولين محتمل ، واختاره طوائف ، والأصح الأول ، وأن الراسخين يعلمونه لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته ، وقد اتفق أصحابنا وغيرهم من المحققين على أنه يستحيل أن يتكلم الله تعالى بما لا يفيد . والله أعلم .
وفي هذا الحديث التحذير من ، ومن يتبع المشكلات للفتنة . فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد ، وتلطف في ذلك ، فلا بأس عليه ، وجوابه واجب . وأما الأول فلا يجاب ، بل يزجر ، ويعزر كما عزر مخالطة أهل الزيغ ، وأهل البدع رضي الله عنه عمر بن الخطاب صبيغ بن عسيل حين كان يتبع المتشابه . والله أعلم .