بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب الحث على ذكر الله تعالى
2675 حدثنا قتيبة بن سعيد واللفظ وزهير بن حرب لقتيبة قالا حدثنا عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح قال أبي هريرة وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة أنا عند ظن عبدي بي حدثنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا وأبو كريب عن أبو معاوية بهذا الإسناد ولم يذكر وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا الأعمش
كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار
- باب الحث على ذكر الله تعالى
- باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها
- باب العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت
- باب كراهة تمني الموت لضر نزل به
- باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
- باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى
- باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا
- باب فضل مجالس الذكر
- باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
- باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء
- باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر
- باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه
- باب استحباب خفض الصوت بالذكر
- باب التعوذ من شر الفتن وغيرها
- باب التعوذ من العجز والكسل وغيره
- باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره
- باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع
- باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل
- باب التسبيح أول النهار وعند النوم
- باب استحباب الدعاء عند صياح الديك
- باب دعاء الكرب
- باب فضل سبحان الله وبحمده
- باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب
- باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب
- باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول دعوت فلم يستجب لي
التالي
السابق
[ ص: 173 ] [ ص: 174 ] [ ص: 175 ] قال القاضي : قيل : معناه بالغفران له إذا استغفر ، والقبول إذا تاب ، والإجابة إذا دعا ، والكفاية إذا طلب الكفاية . وقيل : المراد به قوله عز وجل : { أنا عند ظن عبدي بي } ، وهذا أصح . الرجاء وتأميل العفو
قوله تعالى : { } أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية . وأما قوله تعالى : وأنا معه حين يذكرني وهو معكم أينما كنتم فمعناه بالعلم والإحاطة .
قوله تعالى : { } قال إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي المازري : النفس تطلق في اللغة على معان : منها الدم ، ومنها نفس الحيوان ، وهما مستحيلان في حق الله تعالى ، ومنها الذات ، والله تعالى له ذات حقيقة ، وهو المراد بقوله تعالى : في نفسي ومنها الغيب ، وهو أحد الأقوال في قوله تعالى : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أي ما في غيبي ، فيجوز أن يكون أيضا مراد الحديث ، أي إذا ذكرني خاليا أثابه الله وجازاه عما عمل بما لا يطلع عليه أحد .
قوله تعالى : { } هذا مما استدلت به وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم المعتزلة ومن وافقهم على تفضيل الملائكة على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، واحتجوا أيضا [ ص: 176 ] بقوله تعالى : ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا فالتقييد بالكثير احتراز من الملائكة ، ومذهب أصحابنا وغيرهم أن لقوله تعالى في الأنبياء أفضل من الملائكة بني إسرائيل : وفضلناهم على العالمين والملائكة من العالمين . ويتأول هذا الحديث على أن الذاكرين غالبا يكونون طائفة لا نبي فيهم ، فإذا ذكره الله في خلائق من الملائكة ، كانوا خيرا من تلك الطائفة .
قوله تعالى : { } هذا الحديث من أحاديث الصفات ، ويستحيل إرادة ظاهره ، وقد سبق وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة مرات ، ومعناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة ، وإن زاد زدت ، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة ، أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود ، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه . الكلام في أحاديث الصفات
قوله تعالى في رواية محمد : ( وإذا تلقاني بباع جئته أتيته ) هكذا هو في أكثر النسخ : ( جئته أتيته ) وفي بعضها ( جئته بأسرع ) فقط ، وفي بعضها ( أتيته ) وهاتان ظاهرتان والأول صحيح أيضا والجمع بينهما للتوكيد ، وهو حسن لا سيما عند اختلاف اللفظ . والله أعلم .
قوله : ( جبل يقال له جمدان ) هو بضم الجيم وإسكان الميم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ) هكذا الرواية فيه : ( المفردون ) بفتح الفاء وكسر الراء المشددة ، وهكذا نقله القاضي [ ص: 177 ] عن متقني شيوخهم ، وذكر غيره أنه روي بتخفيفها وإسكان الفاء ، يقال : فرد الرجل وفرد بالتخفيف والتشديد ، وأفرد ، وقد فسرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، تقديره : والذاكراته ، فحذفت الهاء هنا كما حذفت في القرآن لمناسبة رءوس الآي ، ولأنه مفعول يجوز حذفه ، وهذا التفسير هو مراد الحديث ، قال سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات وغيره : وأصل المفردين الذين هلك أقرانهم ، وانفردوا عنهم ، فبقوا يذكرون الله تعالى ، وجاء في رواية : ( هم الذين اهتزوا في ذكر الله ) أي : لهجوا به وقال ابن قتيبة ابن الأعرابي : يقال : فرد الرجل إذا تفقه واعتزل وخلا بمراعاة الأمر والنهي .
قوله تعالى : { } أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية . وأما قوله تعالى : وأنا معه حين يذكرني وهو معكم أينما كنتم فمعناه بالعلم والإحاطة .
قوله تعالى : { } قال إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي المازري : النفس تطلق في اللغة على معان : منها الدم ، ومنها نفس الحيوان ، وهما مستحيلان في حق الله تعالى ، ومنها الذات ، والله تعالى له ذات حقيقة ، وهو المراد بقوله تعالى : في نفسي ومنها الغيب ، وهو أحد الأقوال في قوله تعالى : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أي ما في غيبي ، فيجوز أن يكون أيضا مراد الحديث ، أي إذا ذكرني خاليا أثابه الله وجازاه عما عمل بما لا يطلع عليه أحد .
قوله تعالى : { } هذا مما استدلت به وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم المعتزلة ومن وافقهم على تفضيل الملائكة على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، واحتجوا أيضا [ ص: 176 ] بقوله تعالى : ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا فالتقييد بالكثير احتراز من الملائكة ، ومذهب أصحابنا وغيرهم أن لقوله تعالى في الأنبياء أفضل من الملائكة بني إسرائيل : وفضلناهم على العالمين والملائكة من العالمين . ويتأول هذا الحديث على أن الذاكرين غالبا يكونون طائفة لا نبي فيهم ، فإذا ذكره الله في خلائق من الملائكة ، كانوا خيرا من تلك الطائفة .
قوله تعالى : { } هذا الحديث من أحاديث الصفات ، ويستحيل إرادة ظاهره ، وقد سبق وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة مرات ، ومعناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة ، وإن زاد زدت ، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة ، أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود ، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه . الكلام في أحاديث الصفات
قوله تعالى في رواية محمد : ( وإذا تلقاني بباع جئته أتيته ) هكذا هو في أكثر النسخ : ( جئته أتيته ) وفي بعضها ( جئته بأسرع ) فقط ، وفي بعضها ( أتيته ) وهاتان ظاهرتان والأول صحيح أيضا والجمع بينهما للتوكيد ، وهو حسن لا سيما عند اختلاف اللفظ . والله أعلم .
قوله : ( جبل يقال له جمدان ) هو بضم الجيم وإسكان الميم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ) هكذا الرواية فيه : ( المفردون ) بفتح الفاء وكسر الراء المشددة ، وهكذا نقله القاضي [ ص: 177 ] عن متقني شيوخهم ، وذكر غيره أنه روي بتخفيفها وإسكان الفاء ، يقال : فرد الرجل وفرد بالتخفيف والتشديد ، وأفرد ، وقد فسرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، تقديره : والذاكراته ، فحذفت الهاء هنا كما حذفت في القرآن لمناسبة رءوس الآي ، ولأنه مفعول يجوز حذفه ، وهذا التفسير هو مراد الحديث ، قال سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات وغيره : وأصل المفردين الذين هلك أقرانهم ، وانفردوا عنهم ، فبقوا يذكرون الله تعالى ، وجاء في رواية : ( هم الذين اهتزوا في ذكر الله ) أي : لهجوا به وقال ابن قتيبة ابن الأعرابي : يقال : فرد الرجل إذا تفقه واعتزل وخلا بمراعاة الأمر والنهي .