الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1252 - (خت ت ق) : الحسن بن عمارة بن المضرب [ ص: 266 ] البجلي ، مولاهم ، أبو محمد الكوفي الفقيه ، كان على قضاء بغداد في خلافة أبي جعفر المنصور .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن مهاجر ، وبريد بن أبي مريم ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحبيب بن أبي عمرة ، والحسن بن عبيد الله ، والحكم بن عتيبة ، والحواري بن زياد ، وسليمان الأعمش ، وشبيب بن غرقدة (خت) ، وطارق بن عبد الرحمن ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وعبد الله بن أبي المجالد ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعبد الملك بن ميسرة الزراد ، وعثمان بن المغيرة الثقفي ، وعلي بن ثابت الأنصاري ، وعطية بن سعد العوفي ، وأبيه عمارة بن المضرب ، وعمرو بن دينار ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وعمرو بن مرة ، وفراس بن يحيى الهمداني (ق) ، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة (ت) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي ، ومسلم البطين ، والمنهال بن عمرو (ق) ، وموسى بن أبي عائشة .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن طهمان ، وإسماعيل بن عياش ، وأيوب بن سويد الرملي ، وجرير بن حازم ، وجرير بن عبد الحميد ، وحفص بن عمر النجار ، وخلاد بن يحيى ، ورواد بن الجراح ، وسعد بن الصلت البجلي قاضي شيراز ، وسفيان الثوري وهو من أقرانه ، وسفيان بن عيينة (خت ق) وشبابة بن [ ص: 266 ] سوار ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ، وشعيب بن حرب ، وطاهر بن مدرار ، وعباد بن موسى العكلي ، وعبد الله بن بزيع ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ، وأبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ، وعبد الرحمن بن قيس الضبي ، وعبد الرزاق بن همام ، وعلي بن سليمان بن كيسان الكيساني ، وعلي بن قادم ، وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار ، وأبو قطن عمرو بن الهيثم ، وعيسى بن يونس (ت) ، والفرات بن خالد الضبي الرازي ، والقاسم بن الحكم العرني ، وأبو عثمان كهمس بن المنهال السدوسي ، ومحمد بن إسحاق بن يسار وهو أكبر منه ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، ومحمد بن حمران القيسي ، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ، ومحمد بن مسروق الكندي ، ومخلد بن يزيد الحراني ، ونصر بن باب ، ويحيى بن سعيد القطان ، وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، ويوسف بن خالد السمتي ، ويونس بن بكير الشيباني .

                                                                          قال البخاري : قال لي أحمد بن سعيد : سمعت النضر بن شميل عن شعبة ، قال : أفادني الحسن بن عمارة ، عن الحكم - قال أحمد : أحسبه قال : سبعين حديثا - فلم يكن لها أصل .

                                                                          وقال أيضا : حدثني عبد الله بن محمد - هو الجعفي - [ ص: 268 ] قال : قيل لابن عيينة : أكان الحسن بن عمارة يحفظ ؟ قال : كان له فضل ، وغيره أحفظ منه .

                                                                          وقال محمود بن غيلان ، عن أبي داود الطيالسي ، قال شعبة : إئت جرير بن حازم فقل له : لا يحل لك أن تروي عن الحسن بن عمارة فإنه يكذب . قال : فقلت لشعبة : وما علامة ذلك ؟ قال : روى عن الحكم أشياء فلم نجد لها أصلا ، قلت للحكم : صلى النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد ؟ قال : لم يصل عليهم .

                                                                          وقال الحسن : حدثني الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليهم ودفنهم . وقلت للحكم : ما تقول في أولاد الزنا ؟ قال : يعتقون ، قلت : من ذكره ؟ قال : يروى من حديث الحسن البصري عن علي .

                                                                          وقال الحسن بن عمارة : حدثني الحكم ، عن يحيى ابن الجزار ، عن علي ، قال : يعتقون .

                                                                          وقال الحسن بن علي الحلواني ، عن محمد بن داود الحداني : سمعت عيسى بن يونس وسئل عن الحسن بن عمارة فقال : شيخ صالح ، وكان صديقا لأخي إسرائيل ، قال فيه شعبة وأعانه عليه سفيان !! .

                                                                          وقال عبدان ، عن أبيه ، عن شعبة : روى الحسن بن [ ص: 269 ] عمارة ، عن الحكم ، عن يحيى بن الجزار ، عن علي سبعة أحاديث ، فسألت الحكم عنها ، فقال : ما سمعت منها شيئا .

                                                                          وقال هارون بن سعيد الأيلي : سألت أيوب بن سويد ، عن الذي كان شعبة يطعن به على الحسن بن عمارة ، فقال : كان يقول : إن الحكم بن عتيبة لم يحدث عن يحيى بن الجزار إلا ثلاثة أحاديث ، والحسن يحدث عن الحكم عن يحيى أحاديث كثيرة . قال : فقلت ذاك للحسن بن عمارة ، فقال : إن الحكم أعطاني حديثه عن يحيى في كتاب لأحفظه فحفظته .

                                                                          وقال أبو بكر بن سعيد بن يعقوب الطالقاني ، عن النضر بن شميل : قال الحسن بن عمارة : الناس كلهم في حل ما خلا شعبة .

                                                                          وقال نصر بن علي : سمعت وهب بن جرير بن حازم يقول : رأيت شعبة في النوم كارها لما قال فيه - يعني الحسن بن عمارة - .

                                                                          وقال علي بن الحسن بن شقيق ، قلت لابن المبارك : لم تركت أحاديث الحسن بن عمارة ؟ فقال : جرحه عندي سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، فبقولهما تركت حديثه .

                                                                          وقال عيسى بن يونس الرملي الفاخوري : سمعت أيوب بن [ ص: 270 ] سويد يقول : كنت عند سفيان الثوري فذكر الحسن بن عمارة فغمزه ، فقلت له : يا أبا عبد الله هو عندي خير منك ! قال : وكيف ذاك ؟ قلت : جلست معه غير مرة فيجري ذكرك فما يذكرك إلا بخير . قال أيوب : فما سمعت سفيان ذاكرا الحسن بن عمارة بعد ذلك إلا بخير حتى فارقته .

                                                                          وقال أبو جعفر الطحاوي : حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي ، قال : سمعت علي بن يونس المروزي يقول : سمعت جرير بن عبد الحميد ، يقول : ما ظننت أني أعيش إلى دهر يحدث فيه عن محمد بن إسحاق ويسكت فيه عن الحسن بن عمارة ! .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : قلت لأحمد بن حنبل : فكيف الحسن بن عمارة ؟ قال : متروك الحديث .

                                                                          وقال أبو طالب أحمد بن حميد : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الحسن بن عمارة متروك الحديث . قلت له : كان له هوى ؟ قال : لا ، ولكن كان منكر الحديث ، وأحاديثه موضوعة ، لا يكتب حديثه .

                                                                          وقال أحمد بن أصرم المزني : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن الحسن بن عمارة ، فقال : ليس بشيء ، إنما يحدث عن الحكم ، عن يحيى ابن الجزار . قال : وكان سفيان الثوري إذا جاءه شيء عن الحسن بن عمارة يقول : جزاري ، يعرض بالحسن بن عمارة .

                                                                          [ ص: 271 ] وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : لا يكتب حديثه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى : ضعيف .

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني ، عن أبيه : ما أحتاج إلى شعبة فيه ، أمره أبين من ذلك ، قيل له : يغلط . فقال : أي شيء كان يغلط ؟ وذهب إلى أنه كان يضع الحديث .

                                                                          وقال أبو حاتم ، ومسلم ، والنسائي ، والدارقطني : متروك الحديث .

                                                                          وقال النسائي في موضع آخر : ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : ضعيف الحديث ، [ ص: 272 ] متروك ، أجمع أهل الحديث على ترك حديثه .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ساقط .

                                                                          وقال صالح بن محمد البغدادي : لا يكتب حديثه .

                                                                          وقال عمرو بن علي : رجل صالح ، صدوق ، كثير الخطأ والوهم ، متروك الحديث .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي بعد أن روى طرفا صالحا من حديثه : ما أقرب قصته إلى ما قال عمرو بن علي : إنه كثير الوهم والخطأ ، وقد روى عنه الأئمة من الناس - كما ذكرته - : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وابن إسحاق ، وجرير بن حازم ، وذكر آخرين ، ثم قال : وشعبة مع إنكاره عليه أحاديث الحكم قد روى عنه - كما ذكرته - وقد قمت باعتذار بعض ما أمليت أن قوما شاركوا الحسن بن عمارة في بعض هذه الروايات ، وقد قيل : إن الحسن بن عمارة كان صاحب مال فحول الحكم إلى منزله ، فاستفاد منه وخصه بما لم يخص غيره ، على أن بعض رواياته عن الحكم ، وعن غيره ، غير محفوظات ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق .

                                                                          [ ص: 273 ] أخبرنا يوسف بن يعقوب ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار ، قال : أخبرنا محمد بن إبراهيم الربيعي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله اليزيدي ، قال : حدثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني أبي أبو شيخ ، قال : قدمت الكوفة أريد الحج ، فجئت الحسن بن عمارة أسلم عليه ، فقال لي : إنه ليس شيء من آلة الحج إلا وعندنا منها شيئين فخذ حاجتك ، فقلت له : ما أحتاج إلى شيء ، قد هيأت بواسط جميع ما أحتاج إليه ، فهي معي ، فدعا غلاما شاميا من أهل شاطا ، فقال : هذا غلام جبار ، قل من يسلك هذا الطريق بمثله ، خذه فهو لك . فأبيت ، وقلت : ما أفعل ، فجهد بي ، فأبيت ، وما أشك أنه كان يسوى يومئذ ألف درهم .

                                                                          وبه : حدثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني صلة بن سليمان ، قال : جاء رجل إلى الحسن بن عمارة ، فقال : ، إن لي على مسعر بن كدام سبعمائة درهم من ثمن دقيق وغير ذلك ، وقد مطلني ، ويقول : ليس عندي اليوم ، فدفعها إليه الحسن بن [ ص: 274 ] عمارة ، وقال له : أعط مسعرا كل ما أراد وإذا اجتمع لك عليه (شيء) فتعال إلي حتى أعطيك . قال : وكان مسعر والحسن يجلسان في موضع واحد فكان مسعر إذا سئل عن الحديث - والحسن بن عمارة حاضر - لم يحدث ، وقال : سل أبا محمد .

                                                                          وبه : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، قال : أخبرنا علي بن المحسن ، قال : أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر ، قال : حدثني محمد بن العباس اليزيدي ، قال : حدثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني أبي ، قال : كان بالكوفة رجل غريب يكتب الحديث ، وكان يختلف إلى الحسن بن عمارة يكتب عنه فجاء يودعه ليخرج إلى بلاده ، وقال له : إن في نفقتي قلة ، فكتب له الحسن رقعة ، وقال : اذهب بها إلى الفرات ، إلى وكيل لنا هناك يبيع القار فادفعها إليه ، فظن الرجل أنه قد كتب له بدريهمات ، فإذا هو قد كتب له بخمسمائة درهم .

                                                                          وبه : أخبرنا أحمد بن علي ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة ، قال : حدثنا بكار بن أسود العيذي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش يقع فيه ، فبعث إليه بكسوة ، فلما كان بعد ذلك [ ص: 275 ] مدحه الأعمش ، فقيل له : كنت تذمه ثم تمدحه ؟ ! فقال : إن خيثمة حدثني عن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها " .

                                                                          رواه أبو أحمد بن عدي عن إبراهيم بن محمد بن سعيد بن خالد الدستوائي ، عن محمد بن عبيد بن ثعلبة الكندي ، عن بكار بن أسود ، وقال : لم نكتبه مرفوعا إلا من هذا الشيخ ، ولا أرى يرفع هذا إلا من هذا الوجه ، وهو معروف عن الأعمش موقوفا . ثم رواه عن ابن سلم ، عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : لما ولي الحسن بن عمارة مظالم الكوفة بلغ الأعمش ، فقال : ظالم ولي مظالمنا ، فبلغ الحسن ، فبعث إليه بأثواب ونفقة ، فقال الأعمش : مثل هذا يولى علينا ، يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا ، ويعود على فقيرنا ، فقال رجل : يا أبا محمد ، ما هذا قولك فيه أمس ! فقال : حدثني خيثمة ، عن ابن مسعود ، قال : جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها .

                                                                          [ ص: 276 ] قال يحيى بن بكير ، ويعقوب بن شيبة ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي : مات سنة ثلاث وخمسين ومائة .

                                                                          روى له الترمذي ، وابن ماجه ، وذكره البخاري في حديث عروة البارقي ، عن علي بن عبد الله ، عن سفيان ، قال : حدثنا شبيب بن غرقدة ، قال : سمعت الحي يتحدثون عن عروة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري به شاة ، فاشترى له به شاتين ، فباع إحداهما بدينار ، فجاءه بدينار وشاة ، فدعا له بالبركة في بيعة ، فكان لو اشترى التراب لربح فيه . قال سفيان : كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه ، قال : سمعه شبيب من عروة ، فأتيته ، فقال شبيب : إني لم أسمعه من عروة ، قال : سمعت الحي يخبرونه عنه ، ولكن سمعته يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة " ، قال : وقد رأيت في داره سبعين فرسا . قال سفيان : يشتري له شاة كأنها أضحية .

                                                                          وقال النسائي في " مسند علي " في حديث رزين بن عقبة ، [ ص: 277 ] عن الحسن ، عن واصل الأحدب ، عن شقيق بن سلمة ، قال : حضرنا عليا حين ضربه ابن ملجم . . . الحديث : ما آمن أن يكون هذا الحسن هو ابن عمارة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية