الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1273 (ع) : الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب [ ص: 317 ] القرشي الهاشمي ، أبو محمد المدني المعروف أبوه بابن الحنفية ، أخو عبد الله بن محمد ، وكان الحسن يقدم على أخيه عبد الله في الفضل والهيئة .

                                                                          روى عن : جابر بن عبد الله (خ م د س) ، وسلمة بن الأكوع (خ م) ، وعبد الله بن عباس ، وعبيد الله بن أبي رافع (خ م د ت س) ، وأبيه محمد ابن الحنفية (خ م كد ت س ق) ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، وعائشة أم المؤمنين ، وأم ابنها بنت عبد الله بن جعفر .

                                                                          روى عنه : أبان بن صالح ، وسعيد بن المرزبان أبو سعد البقال ، وسلمة بن أسلم الجهني ، وعاصم بن عمر بن قتادة (د س) ، وعبد الواحد بن أيمن ، وعثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي ، وعمرو بن دينار (خ م د ت س) ، وقيس بن مسلم (س) ، ومحمد بن خليفة الأسدي ، ومحمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (خ م ك ت س ق) ، ومنذر الثوري ، وموسى بن عبيدة الربذي ، وهلال بن خباب .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من أهل المدينة [ ص: 318 ] وقال : أمه جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن مصعب بن عبد الله : أمه جمال بنت قيس بن مخرمة وهو أول من تكلم في الإرجاء ، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز ، وليس له عقب .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : أمه جمال بنت قيس بن مخرمة وأمها درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة ، وقال : كان ظرفاء بني هاشم ، وأهل العقل منهم ، وكان يقدم على أخيه أبي هاشم في الفضل والهيئة ، وهو أول من تكلم في الإرجاء .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : مدني ، تابعي ، ثقة ، وهو أول من وضع الإرجاء .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبد الله والحسن ابني محمد : وكان الحسن أرضاهما في أنفسنا وفي رواية : وكان الحسن أوثقهما .

                                                                          [ ص: 319 ] وقال أبو بكر أبي خيثمة : حدثنا أبو الفتح بن مرزوق قال : قال سفيان : قلت لعبد الواحد بن أيمن وكان الحسن بن محمد ينزل عليهم إذا قدم مكة ، قلت : من كان يأتيه ؟ قال : عطاء ، وعمرو بن دينار ، والزبير بن موسى ، وغيرهم .

                                                                          وقال الحميري ، عن سفيان ، عن مسعر : كان الحسن بن محمد يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وليس منا " : ليس مثلنا .

                                                                          وقال محمد بن إسماعيل الجعفري : حدثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم ، عن أبيه ، عن حسن بن محمد بن علي ، قال : وكان حسن من أوثق الناس عند الناس .

                                                                          وقال سفيان ، عن عمرو بن دينار : ما كان الزهري إلا من غلمان الحسن بن محمد .

                                                                          وقال أبو حاتم بن حبان : كان من علماء الناس بالاختلاف ، وكان يقول : من خلع أبا بكر وعمر فقد خلع الستة .

                                                                          وقال أبو الحسن الدارقطني : حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا القداح قال : حدثنا السري بن يحيى ، عن هلال بن خباب ، عن الحسن بن محمد بن الحنفية أنه قال : يا أهل الكوفة اتقوا الله ولا تقولوا في أبي بكر وعمر ما ليسا له بأهل ، إن أبا بكر الصديق كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثاني اثنين ، وإن عمر أعز الله به الدين .

                                                                          [ ص: 320 ] أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المقدسي بظاهر دمشق ، وأبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري بالمسجد الأقصى ، وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن الأنماطي بالقاهرة ، وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمي بالإسكندرية ، قالوا : أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، قال : أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الحسن الدارقطني ، فذكره .

                                                                          قال علي ابن المديني ، عن سفيان بن عيينة : قال الحسن بن محمد : إن أحسن رداء ارتديت به رداء الحلم ، هو والله عليك أحسن من بردي حبرة ، فإن لم تكن حليما فتحالم .

                                                                          قال أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو عثمان الحناط قال : أخبرنا محمد بن بشير الكندي ، قال : حدثنا إبراهيم بن مسلم المدني ، قال : قال الحسن بن محمد بن الحنفية : من أحب حبيبا لم يعصه ، وقال :


                                                                          تعصي الإله وأنت تظهر حبه عار عليك إذا فعلت شنيع     لو كان حبك صادقا لأطعته
                                                                          إن المحب لمن أحب مطيع [ ص: 321 ] ثم قال :

                                                                              ما ضر من كانت الفردوس منزله
                                                                          ما كان في العيش من بؤس وإقتار     تراه يمشي حزينا خائفا شعثا
                                                                          إلى المساجد يسعى بين أطمار



                                                                          وقال سلام بن أبي مطيع ، عن أيوب السختياني : أنا أكبر من المرجئة . وفي رواية : من الإرجاء ، إن أول من تكلم في الإرجاء رجل من أهل المدينة يقال له : الحسن بن محمد .

                                                                          وقال جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة : أول من تكلم في الإرجاء الحسن بن محمد ابن الحنفية .

                                                                          وقال أبو أمية الأحوص بن الفضل بن غسان الغلاني : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو أيوب الخزاعي ، عن يحيى بن سعيد ، عن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب ، قال : أول من تكلم في الإرجاء الأول الحسن بن محمد ابن الحنفية ، كنت حاضرا يوم تكلم وكنت في حلقته مع عمي وكان في الحلقة جخدب وقوم معه فتكلموا في علي وعثمان وطلحة والزبير فأكثروا ، والحسن ساكت ، ثم تكلم ، فقال : قد سمعت مقالتكم ولم أر شيئا أمثل من أن يرجأ علي وعثمان وطلحة والزبير فلا يتولوا ولا يتبرأ منهم ، ثم قام فقمنا . قال : فقال لي عمي : يا بني ليتخذن هؤلاء هذا الكلام إماما . قال عثمان : فقال به سبعة رجال رأسهم جخدب من تيم الرباب ومنهم [ ص: 322 ] حرملة التيمي تيم الرباب أبو علي بن حرملة ، قال : فبلغ أباه محمد ابن الحنفية ما قال ، فضربه بعصا فشجه وقال لا تولي أباك عليا ؟ قال : وكتب الرسالة التي ثبت فيها الإرجاء بعد ذلك .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : أخبرنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن زاذان وميسرة أنهما دخلا على الحسن بن محمد بن علي فلاماه على الكتاب الذي وضع في الإرجاء ، فقال لزاذان : يا أبا عمر لوددت أني كنت مت ولم أكتبه .

                                                                          قال البخاري : قال ابن إسحاق : حدثنا سعيد بن يحيى ، قال : حدثنا أبي ، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي ، قال : توفي الحسن بن محمد ابن الحنفية عند عبد الملك بن مروان ، وذلك قبل الجماجم .

                                                                          وقال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي : مات سنة خمس وتسعين .

                                                                          وكذلك قال أبو عبيد القاسم بن سلام .

                                                                          وقال خليفة بن خياط في " الطبقات " : توفي سنة مائة أو تسع وتسعين . وقال في " التاريخ " : مات سنة إحدى ومائة .

                                                                          [ ص: 323 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية