الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1324 - (ع) : الحسين بن علي بن الوليد الجعفي مولاهم ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو محمد ، الكوفي المقرئ أخو [ ص: 450 ] الوليد بن علي وابن أخت الحسن بن الحر .

                                                                          روى عن : أبي موسى إسرائيل بن موسى البصري (خ) ، وجعفر بن برقان ، وخاله الحسن بن الحر ، وحمزة بن حبيب الزيات (ت س ق) ، وزائدة بن قدامة (خ م د ت س) ، وزحر بن النعمان الحضرمي ، وسليمان الأعمش ، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي (د س ق) ، وعبد العزيز بن رواد (د س ق) ، وعمرو بن عبد الله بن وهب النخعي (ق) ، وفضيل بن عياض (ت سي) وفضيل بن مرزوق (س) ، والقاسم بن الوليد الهمداني ، ومجمع بن يحيى الأنصاري (م) ، وأخيه الوليد بن علي الجعفي .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (سي) ، وأحمد بن سليمان الرهاوي (س) ، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، وأحمد بن عمر الوكيعي (م) ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن إبراهيم ابن راهويه الحنظلي (م س) ، وإسحاق بن إبراهيم بن نصر البخاري (خ) ، وإسحاق بن منصور الكوسج (خ م س) ، وثابت بن محمد الزاهد ، وجعفر بن محمد بن عمران التغلبي ، والحجاج بن حمزة الخشابي ، والحسن بن علي الخلال (د) ، والحسين بن علي بن يزيد الصدائي ، وحفص بن عمر المهرقاني (س) ، وحميد بن الربيع اللخمي الخزاز ، وسفيان [ ص: 451 ] ابن عيينة وهو أكبر منه ، وشجاع بن مخلد (م) ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن عمر الجعفي (م) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (م ق) ، وعبد بن حميد (م) ، وعبدة بن عبد الله الصفار (خ) ، والقاسم بن زكريا بن دينار الكوفي (م س) ، ومحمد بن رافع النيسابوري (خ) ، ومحمد بن عاصم المديني الأصبهاني ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن عبد الرحمن الهروي ، وأبو كريب محمد بن العلاء الهمداني (خ م د) ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، ومحمود بن غيلان المروزي ، وموسى بن حزام الترمذي (خ) ، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي (س ق) وهارون بن عبد الله الحمال (د س ق) ، وهناد بن السري (ت س) ، والهيثم بن خالد الجهني (د) ، وأبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الجمال ، ويحيى بن معين .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : ما رأيت أفضل من حسين الجعفي ، وسعيد بن عامر .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال محمد بن عبد الرحمن الهروي : ما رأيت أتقن من [ ص: 452 ] حسين الجعفي ، رأيت في مجلسه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وخلف بن سالم المخرمي .

                                                                          وقال أبو داود : سمعت قتيبة يقول : قيل لسفيان بن عيينة : قدم حسين الجعفي ، فوثب قائما ، فقيل له ، فقال : قدم أفضل رجل يكون قط .

                                                                          وقال موسى بن داود : كنت عند سفيان بن عيينة فجاء حسين الجعفي فقام سفيان فقبل يده .

                                                                          وقال محمد بن بشير المذكر ، عن سفيان بن عيينة : عجبت لمن مر بالكوفة فلم يقبل بين عيني حسين الجعفي .

                                                                          وقال يحيى بن يحيى النيسابوري : إن بقي أحد من الأبدال فحسين الجعفي .

                                                                          وقال أبو مسعود الرازي وسئل : من أفضل من رأيت ؟ فقال : الحفري ، وحسين الجعفي وذكر آخرين .

                                                                          وقال محمد بن رافع : حدثنا الحسين بن علي الجعفي وكان راهب أهل الكوفة .

                                                                          وقال الحجاج بن حمزة : ما رأيت حسينا الجعفي في كبره ، ما جالسته ضاحكا ولا متبسما قط ، ولا سمعت منه كلمة ركن فيها إلى الدنيا كان يقرئ يوم الجمعة ولا يحول وجهه عن المحراب .

                                                                          قال أبو هشام الرفاعي ، عن الكسائي : قال لي هارون [ ص: 453 ] الرشيد : من أقرأ الناس ؟ قلت : حسين بن علي الجعفي .

                                                                          وقال حميد بن الربيع الخزاز : أخرج إلي حسين الجعفي يوما صحيفة ، فأملى علي عن زائدة فقطعه فقالت امرأة له : أي شيء بدا للحسين أن يحدث ؟ قال : رأى رؤيا كأن القيامة قد قامت وكأن مناديا ينادي : ليقم العلماء ، فيدخلوا الجنة ، قال : فقاموا وقمت معهم ، فقيل لي : اجلس لست منهم أنت لا تحدث ، قال : فلم يزل يحدث في البرد والحر والمطر وغير ذلك بالغداة والعشي حتى كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : ثقة ، وكان يقرئ القرآن رأس فيه ، وكان رجلا صالحا لم أر رجلا قط أفضل منه . وروى عنه سفيان بن عيينة حديثين ولم نره إلا مقعدا كان يحمل في محفة حتى يقعد في مسجد على باب داره وربما دعا بالطست فبال مكانه ، وكان صحيح الكتاب ، ويقال : إنه لم ينحر قط ، ولم يطأ أنثى قط ، وكان جميلا لباسا ، يخضب إلى الصفرة خضابه ، ومات ولم يخلف إلا ثلاثة عشر دينارا ، وكان من أروى الناس عن زائدة ، وكان زائدة يختلف إليه إلى منزله يحدثه ، وكان سفيان الثوري إذا رآه عانقه وقال : هذا راهب جعفي .

                                                                          قال أبو بكر الخطيب : حدث عنه سفيان بن عيينة ، وعباس بن محمد الدوري وبين وفاتيهما ثلاث وسبعون سنة .

                                                                          قيل : إنه ولد سنة تسع عشر ومائة . ومات سنة ثلاث أو أربع [ ص: 454 ] ومائتين وله أربع وثمانون سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية