الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1371 - (خ م سي) : حصين بن محمد الأنصاري السالمي [ ص: 540 ] المدني وكان من سراتهم .

                                                                          سأله الزهري (خ م سي) عن حديث محمود بن الربيع ، عن عتبان بن مالك فصدقه .

                                                                          قال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه : روى عن عتبان بن مالك ، روى عنه الزهري ، مرسل .

                                                                          وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وذكره البخاري في تاريخه ، وغير واحد ، فيمن اسمه حصين .

                                                                          وزعم غير واحد من حفاظ المغرب ، منهم : أبو الحسن القابسي أنه حضين - بضاد معجمة - وذلك وهم فاحش ، فإنه لا يعرف في رواة العلم من اسمه حضين - بضاد معجمة سوى أبي [ ص: 541 ] ساسان حضين بن المنذر الرقاشي ، ومن عداه فإنما هو حصين - بصاد مهملة - ، وفي الكنى : أبو حصين وأبو الحصين ، وجميع ذلك بالصاد المهملة لا خلاف بينهم في شيء من ذلك ، والله أعلم .

                                                                          روى له البخاري ، ومسلم ، والنسائي في اليوم والليلة حديثا واحدا وقد وقع لنا عاليا من روايته .

                                                                          أخبرنا به أبو العباس بن أبي الخير ، وأبو الحسن ابن البخاري ، قالا : أنبأنا أسعد بن أبي طاهر الثقفي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه أن عتبان بن مالك - وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار - حدثه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إني قد أنكرت بصري ، وأني أصلي بقومي ، وإذا كان الأمطار سال الوادي بيني وبينهم ، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم ووددت أنك يا رسول الله تأتيني فتصلي في بيتي في مصلى أتخذه مصلى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سأفعل ، قال عتبان : فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار ، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى أدخل البيت ، ثم قال : أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ فأشرت إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ، فقمنا وراءه ، فصلى ركعتين ، [ ص: 542 ] ثم سلم . قال : وحبسناه على خزيرة صنعناها له ، قال : فثاب رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت رجال ذوو عدد ، فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخشم ، فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذلك ألا تراه قد قال : لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ؟ قال : قالوا : الله ورسوله أعلم ، وإنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله .

                                                                          قال ابن شهاب : ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم عن حديث محمود بن الربيع فصدقه .

                                                                          رواه البخاري عن أحمد بن صالح ، عن عنبسة بن خالد ، عن يونس بن يزيد ، نحوه .

                                                                          ورواه مسلم عن حرملة بن يحيى ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          [ ص: 543 ] ورواه النسائي عن محمد بن سلمة المرادي ، عن عبد الله بن وهب .

                                                                          ورواه أبو محمد بن حيان الحافظ المعروف بأبي الشيخ ، عن أبي بكر ابن المقرئ ومات قبل ابن المقرئ باثنتي عشرة سنة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية