الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1208 - (مد سي ق) : الحسن بن ثوبان بن عامر الهمداني ، ثم الهوزني ، أبو ثوبان المصري .

                                                                          روى عن : أبيه ثوبان بن عامر ، وحسين بن شفي بن ماتع .

                                                                          وسليم بن عتر
                                                                          ، وصالح بن أبي غريب ، وعبد الرحمن بن معاوية بن حديج ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وقيس بن رافع (مد) ، وموسى بن وردان (سي ق) ، وهشام بن أبي رقية ، ويزيد بن أبي حبيب .

                                                                          روى عنه : حيوة بن شريح ، ورشدين بن سعد ، وسعد بن أبي أيوب (سي) ، وضمام بن إسماعيل ، وعبد الله بن لهيعة (ق) ، [ ص: 68 ] وعبد الرحمن بن شريح ، وعقبة بن نافع المعافري ، وعمرو بن الحارث ، والليث بن سعد (مد سي) .

                                                                          وأبو الحسن الليث بن عاصم الخولاني
                                                                          ، والمفضل بن فضالة ، ويحيى بن أيوب : المصريون .

                                                                          قال أبو حاتم : لا بأس به .

                                                                          وذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال المفضل بن فضالة : دخل علينا الحسن بن ثوبان يوما ، ونحن في المسجد الجامع فوقف علينا ، فسلم ثم ذهب ، فجال في المسجد ، ثم رجع إلينا ، فقلنا له : يا أبا ثوبان ، وقفت بنا ثم ذهبت ثم رجعت ؟ فقال : إني طلبت من هو أربح لي منكم فلم أجده .

                                                                          وقال الليث بن عاصم : خرجت إلى الحج ، وكان عديلي الحسن بن ثوبان ، وكنت كثيرا مما أسمعه يقول : من شهد خروجه من الدنيا هانت عليه الدنيا ومصائبها . فلما قدمنا مرض مرضه الذي توفي فيه ، فدخلت عليه أعوده . فلما أردت الانصراف ، قلت له : يا عم أوصني . قال : اعمل لمثل مضجعي هذا ، وللآخرة على مثل مقامك فيها ، وللدنيا على مثل مقامك فيها .

                                                                          قال أبو سعيد بن يونس : توفي في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة ، وكان أميرا على ثغر رشيد ، في إمرة عبد الملك بن . [ ص: 69 ] مروان النصيري في خلافة مروان بن محمد ، وكانت له عبادة وفضل .

                                                                          روى له أبو داود في " المراسيل " حديثا ، والنسائي في " اليوم والليلة " ، وابن ماجه حديثا .

                                                                          أما حديث أبي داود ، فأخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني إذنا ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن زبان ، قال : حدثنا محمد بن رمح ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن الحسن بن ثوبان ، عن قيس بن رافع القيسي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ما في الأمرين من الشفاء : الصبر والنفاء .

                                                                          رواه عن قتيبة بن سعيد ، عن الليث بن سعد ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          وأما حديث النسائي ، وابن ماجه .

                                                                          فأخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني كتابة من أصبهان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا محمود بن [ ص: 70 ] إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد . (ح) .

                                                                          قال الطبراني : وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثني الليث وابن لهيعة ، عن الحسن بن ثوبان ، أنه سمع موسى بن وردان ، يقول : أتيت أبا هريرة أودعه لسفر أردته ، فقالأبو هريرة : ألا أعلمك يا ابن أخي ما علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : بلى ، قال : قل : أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .

                                                                          رواه النسائي ، عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن الليث بن سعد ، وسعيد بن أبي أيوب .

                                                                          ورواه ابن ماجه ، عن هشام بن عمار ، عن الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، ثلاثتهم عن الحسن بن ثوبان ، فوقع لنا عاليا جدا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية