الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1081 - حدثنا أبو الحسن ، قال : قرأت على أبي عبد الله ، وقلت له : حدثكم محمد بن بشار ، ومحمد بن يحيى ، قالا : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا صرد بن أبي المنازل ، قال : سمعت حبيب بن أبي فضالة المالكي ، قال : لما بني هذا المسجد مسجد الجامع ، قال : وعمران بن حصين جالس ، فذكروا عنده الشفاعة ، فقال رجل من القوم : يا أبا نجيد ، إنكم لتحدثونا بأحاديث ، ما نجد لها أصلا في القرآن ، فغضب عمران ، وقال للرجل : قرأت القرآن ؟ ! قال : نعم ، قال : فهل وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا ، وصلاة العشاء أربعا ، والغداة ركعتين ، والأولى أربع ، والعصر أربعا ؟ ! قال : لا ، قال : فممن أخدتم هذا الشأن ؟ ! ألستم عنا أخذتموه ؟ ! وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 1008 ]

أوجدتم في ذلك : في أربعين دينارا دينار ، وفي كل كذا ، وكذا شاة ، وكل كذا وكذا بعير كذا ، أوجدتم هذا في القرآن ؟ ! قال : لا ، قال : فعن من أخذتم هذا الشأن ؟ أخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذتموه عنا . هل وجدتم في القرآن : ( وليطوفوا بالبيت العتيق ) وجدتم : طوفوا سبعا ، واركعوا ركعتين خلف المقام .

أوجدتم هذا في القرآن ؟ ! عن من أخذتموه ، ألستم أخذتموه عنا ، وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! قال : بلى .

فقال : وجدتم في القرآن : لا جلب ، ولا جنب ، ولا شغار في الإسلام ؟ ! قال : لا ، قال عمران : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا جلب ، ولا جنب ، ولا شغار في الإسلام " .

أسمعتم الله تعالى يقول لأقوام في كتابه : ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين ) حتى بلغ : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) قال حبيب رضي الله عنه : فأنا سمعت عمران بن حصين رضي الله عنه يقول : " الشفاعة نافعة دون ما يسمعون . [ ص: 1009 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية