الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : وقد ذكرنا تمام الحجة في أن الإسلام هو الإيمان ، وأنهما لا يفترقان ، ولا يتباينان من الكتاب ، والأخبار الدالة على ذلك في موضع غير هذا ، فتركنا إعادته في هذا الموضع كراهية التطويل ، والتكرير ، غير أنا سنذكر ههنا من الحجة في ذلك ما لم نذكره في غير هذا الموضع ، ونبين خطأ تأويلهم ، والحجج التي احتجوا بها من الكتاب ، والأخبار التي استدلوا بها على التفرقة بين الإسلام والإيمان .

قال الله عز وجل : ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) ، فدل ذلك على أن الإسلام هو الإيمان .

589 - حدثنا محمد بن رافع ، أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم ) [ ص: 532 ] قال : منوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين جاؤوا ، فقالوا : إنا أسلمنا بغير قتال ، لم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، وبنو فلان ، وقال الله لنبيه : ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان ) " .

التالي السابق


الخدمات العلمية