الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
822 - حدثنا يحيى بن يحيى ، أنا أبو معاوية ، عن العوام بن جويرية ، عن الحسن ، عن أبي ذر ، قال : قلت : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ؟ قال : " أكثرها ، فأكثرها ، فأكثرها " ، قلت : فإن لم يكن لي مال ؟ قال : " فمن عفو مالك " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " فمن عفو طعامك " ، قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " اتق النار ، ولو بشق التمر " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " فأمط الأذى عن الطريق " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " الكلمة الطيبة " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " فإن لم تفعل يا أبا ذر ، فدع الناس من الشر ، فإنها صدقة تصدق بها على نفسه " ، [ ص: 824 ] قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : فإن لم تفعل ، فما تريد يا أبا ذر تدع فيك من الخير شيئا " .

قال أبو عبد الله : فقد بين أن إماطة الأذى لم يكن واجبا عليه ، إذ قال : فإن لم تفعل ، قال : فبكلمة طيبة ، ثم قال : فإن لم تفعل ؟ قال : فدع الناس من الشر ، فلو كان إماطة الأذى عن الطريق واجبا لما رخص له في تركه ، ولقال له عليك أن تفعله ، ولكن لما لم يكن فرضا عليه ، فقال له : فإن لم أفعله أبدله مكانه شيئا ، هو أسهل عليه منه ، فلما قال : فإن لم أفعل ؟ لم يرخص له في تركه كف الشر ، إذ كان ذلك واجبا عليه ، فأبان أن إماطة الأذى من النوافل .

التالي السابق


الخدمات العلمية