الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : ألست ترى أن الإنسان إذا علم أن رجلا صالحا ينظر إليه ، أو يسمع كلامه ، أمسك عن كل ما يخاف أن يمقته عليه ، أو يضع من قدره عنده ، ولو علم أنه يطلع على ما في ضميره لما أضمر إلا على ما يعلم أنه يحسنه عنده ، ويجمل ، وكذلك يستحي من الرجل الصالح من كل نقص في فضل ، إلا لمرض ، فأجمل النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الحياء من الله في هذه الكلمة ، فمن استحيى من الله فيما يظهر ، وكل شيء ظاهر له ، كما يستحي من الرجل الصالح ، فقد استحيى من الله حق الحياء ، لأنه عالم بأن الله مطلع على ما في قلبه ، فلا يدع قلبه يضمر على شيء مما يكره إن عرض له رياء في عمل ، [ ص: 829 ] أو عجب ، أو كبر ، ذكر نظر الله إليه ، فاستحيى منه أن يرى ذلك في قلبه ، فتركه ، واستحيى أيضا من كل نقص يدخل فيه من فضول الدنيا ، أو من فضول الكلام ، وإن كان مباحا ، لأنه يعلم أن الله قد زهده في ذلك ، ورغبه في تركه ، فهو يستحي أن يراه راغبا فيما زهده فيه ، وكذلك إن خاف غيره ، استحيى منه أن يراه يخاف غيره ، أو يرجوه ، أو يطمع فيه ، وهذه فضيلة ليست بفرض .

من ذلك :

التالي السابق


الخدمات العلمية