الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : فينبغي للعاقل أن يستحي من الله [ ص: 856 ] تعالى أن يراه كثير الحياء من الخلق ، قليل الحياء من الله تعالى ، فليكن الغالب عليه الحياء من الله ، وأفضل في الدين ، كنحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة زينب بنت جحش رضي الله عنها حين بنى بها ، وتحدث عنده ناس من أصحابه رضي الله عنه ، فخرج رجاء أن يقوموا ، ثم رجع ، وهم على حالهم ، فشق ذلك عليه ، فاستحى أن يقول لهم : قوموا ، وكان كريما صلى الله عليه وسلم ، كثير الحياء .

روي أنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها ،
فأنزل الله عز وجل : ( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) إلى قوله : ( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق ) ، فلما جاء أمر الله تعالى آثره ، وأرخى الحجاب ، وقال صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه : " وراءك " ، وكان ذلك أولى به صلى الله عليه وسلم ، فكذلك يجب على أهل الدين أن يفعلوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية