الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
870 - حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، قال : أخبرنا أبو النضر ، قال : حدثنا سليمان - يعني ابن المغيرة - ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " لما انقضت عدة زينب رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه : " اذهب ، فاذكرها علي " فانطلق زيد إليها ، فإذا هي تجمع عجينتها ، قال : فلما رأيتها ما استطعت أن أنظر إليها من عظمها في صدري ، حين عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها ، فنكصت على عقبي ، فوليتها ظهري ، ثم قلت : يا زينب ، أبشري ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك ، قالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها بغير إذن . [ ص: 859 ]

قال أنس رضي الله عنه : لقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أطعمنا عليها الخبز ، واللحم ، حتى امتد النهار ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبقي رهط يتحدثون بعد الطعام ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يتبع نساءه ، يسلم عليهن ، فقلن : كيف وجدت أهلك يا رسول الله ؟ ! قال أنس : فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا ، أو أخبر ، فانطلق ، حتى انتهينا إلى البيت ، فوجدهم قد خرجوا ، فذهبت أدخل معه ، فألقى بيني وبينه الستر ، قال : ونزل الحجاب ، ووعظ القوم بما وعظوا به : ( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ) إلى قوله تعالى : ( فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق ) " .


التالي السابق


الخدمات العلمية