الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
991 - قال إسحاق : ومما أجمعوا على تكفيره ، وحكموا عليه كما حكموا على الجاحد ، فالمؤمن الذي آمن بالله تعالى ، ومما جاء من عنده ، ثم قتل نبيا ، أو أعان على قتله ، وإن كان مقرا ، ويقول : قتل الأنبياء محرم ، فهو كافر ، وكذلك من شتم نبيا ، أو رد عليه قوله من غير تقية ، ولا خوف .

992 - ألا ترى إلى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أعطى الأعرابي ، ثم قال له : " أحسنت " ، قال : لا ، ولا أجملت ، فغضب أصحابه رضي الله عنهم حتى هموا بقتله ، فأشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكف ، وقال للأعرابي : " تأتينا " ، فجاءه في بيته ، فأعطاه ، وزاده ، ثم قال له : أحسنت ، قال : أي [ ص: 931 ] والله ، وأجملت ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " إن مثلي ومثل هذا ومثلكم كمثل رجل كانت له ناقة ، فشردت عليه ، فأتبعها الناس ، فلم يزيدوها إلا نفورا ، فقال صاحب الناقة : خلوا بيني ، وبين ناقتي ، فأنا أعلم بها ، وأرفق ، فأخذ من ثمام الأرض شيئا ، ثم جاءها من بين يديها ، فجعل يقول : لها : هوى هوى ، فجاءت ، فاستناخت بين يديه ، فشد عليها رحلها ، واستوى عليها ، وإني لو أطعتكم حين قال هذا ما قال ، فقتلته ، دخل النار " .

قال إسحاق رحمه الله : أخبرني بذلك عدة منهم إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن أبى هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية