الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : فقال من احتج للطائفة الأولى : ليس في هذه الأخبار التي احتججتم بها دليل على أن تارك الصلاة عمدا حتى يخرج وقتها لا يكفر متعمدين لتركها ، حتى يذهب وقتها ، إنما قال في حديث عبادة : " يكون عليكم أمراء يشغلهم أشياء عن الصلاة " ، فإنما أخروها عن الوقت الذي كان تصلى فيه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدين المهديين ، وهو الوقت الذي نختار ، فكانوا يؤخرونها عن وقت الاختيار إلى وقت أصحاب العذر اشتغالا منهم بقراءة الكتب التي كانوا يقرؤونها ، ومن نيتهم أن يصلوها إذا فرغوا من قراءة الكتب ، فكانت قراءة الكتب تشغلهم حتى يصيروا إلى آخر وقت أصحاب العذر ، ولعلهم كانوا لا يعلمون أنهم لا يفرغون من قراءة الكتب إلى ذلك الوقت ، وكانوا يتأولون أن لهم في ذلك عذرا ، لأنهم مشغولون بأمور الرعية كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالناس المغرب ، فلم يقرأ ، فأخبر بذلك [ ص: 958 ] بعد أن فرغ من الصلاة ، ولم يعلم بأنه قد ترك القراءة اشتغالا منه بالتفكر في أمر الرعية .

التالي السابق


الخدمات العلمية