الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1039 - حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا إبراهيم بن حمزة ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن الربيع بن النعمان ، عن نعيم بن أبي هند ، عن الضحاك بن مزاحم ، قال : دخلت على الحسن بن محمد بن علي رضي الله عنهم ، فوجدته قائما يصلي العصر في بيته بعد الوقت فيما أظن ، فقلت : أنت ابن خير هذه الأمة ، ما شأن صلاتك العصر هذه الساعة ، قد أخرتها عن وقتها فيما أرى ؟ ! فقال : أتدري ما وقت الصلوات ؟ قلت : نعم ، قال : فأخبرني ، قلت : تصلي المغرب حين تغيب الشمس ، إلى أن يغيب الشفق ، [ ص: 960 ] وتصلي العشاء حين يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول ، وتصلي الصبح من طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس ، وتصلي الظهر حين يفيء الفيء إلى اعتدال الظل ، وتصلي العصر ، والشمس بيضاء نقية ، فقال الحسن رضي الله عنه : أجعلت الصلوات كلهن وقتين اثنين إلا الصلاة الوسطى وقتا واحدا ، لا يكون هذا أبدا ، فقلت : والله ما عندي فيها إلا هذا ، فهات أنت ما عندك فيها ، فقال : نعم ، والشمس بيضاء نقية ، كما قلت إلى شرق الموتى ، فقلت : وما يدريني ما شرق الموتى ؟ فقال : أنا أخبرك عن ذلك ، ألم تر حين تسقط الشمس عن الجدر ، فتراها على القبور كأنها لجة في هيئتها ، فإن أهل الجاهلية كانوا يدعون تلك الساعة شرق الموتى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية