الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1045 - حدثنا عبد الله بن الرومي ، قال : حدثنا النضر بن محمد ، قال : حدثنا عكرمة ، وهو ابن عمار ، قال : حدثنا صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، قال : دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه في خلافة عبد الملك وهو خبيث النفس ، فقلت له : إني لأرجو أن يكون الله أخرك أن تكون شهيدا على هذه الأمة ، فقال : وإني أشهد الآن أنهم قد أصبحوا ، أو قال : قد أمسوا ، وهم مخالفون لمن كان قبلهم ، إلا أنهم يصلون ، وفي الصلاة تأخير " .

* قال أبو عبد الله : ومن قول أصحاب الرأي أن آخر وقت العصر اصفرار الشمس ، ويكرهون تأخيرها إلى اصفرار الشمس ، ويقولون : إذا صلاها بعد اصفرار الشمس قبل غروبها لم يفته ، وجازت صلاته ، ويفرقون بين عصر يومه ، وعصر أمسه ، فيقولون : إذا نسي صلاته ، ثم ذكرها بعد اصفرار الشمس قبل غروبها ، فإنه يصليها ، لأنه لم يفته وقت العصر بعد ، وإن نسي عصر أمسه ، فذكرها [ ص: 963 ] في الغد بعد اصفرار الشمس قبل غروبها ، لم يصلها في ذلك الوقت ، لأنه قد فاته وقتها ، فلا يقضيها إلا في وقت تحل الصلاة فيه ، وأما عصر يومه ، فإنهم يكرهون تأخيرها إلى اصفرار الشمس ، فيلزمون الإساءة في تأخيرها ، ويجيزون صلاته في ذلك الوقت ، ولا يفسدونها ، لأنه عندهم في وقت العصر ، وما لم تغرب الشمس ، فيقرعون بين أول الوقت ، وآخره ، وكذلك يقولون : وقت المغرب من حين تغرب الشمس إلى أن يغيب الشفق ، ويكرهون تأخيرها بعد غروب الشفق ، ويقولون : وقت العشاء إذا غاب الشفق إلى نصف الليل ، ويكرهون تأخيرها بعد نصف الليل ، ويقولون : إن صلاها بعد نصف الليل قبل طلوع الفجر جاز ذلك ، ولا يفوته الوقت عندهم ما لم يطلع الفجر .

التالي السابق


الخدمات العلمية