الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : قال الله عز وجل فيما يوبخ به الكافر على كفره به ، وتركه الصلاة له ، وسائر الفرائض : ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ) . ( فلا صدق ) لا آمن بالله تعالى ( ولا صلى ) لله عز وجل ، ( ولكن كذب ) بالله تعالى ، وبكتابه ، ( وتولى ) عن طاعته من إقامة الصلاة ، وسائر الفرائض ، ثم أوعده على ذلك كله وعيدا بعد وعيد ، فقال تعالى : ( أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) ، وقال عز وجل : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ، فأوعدهم وعيدا غليظا على إضاعتهم الصلاة ، واتباعهم الشهوات ، وهم كفار ، والدليل على كفرهم قوله تعالى : ( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ) قال المفسرون : ( تاب ) من الشرك ، ( وآمن وعمل صالحا ) أداء الفرائض .

وقال الله عز وجل فيما حكى عن الكفار أنهم سئلوا بعد دخولهم النار ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين ) ، فأخبروا أنهم عذبوا على تركهم الصلاة ، وإطعام المسكين ، ويشبه أن يكونوا أرادوا بتركهم إطعام المسكين منعهم الزكاة . [ ص: 989 ] الدليل على ذلك قوله تعالى : ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية