الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
325 - باب الدعاء في الاستسقاء .

2179 - حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي ، ثنا أبي ، ثنا مجاشع بن عمرو ، ثنا ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال : قحط الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه [ ص: 1774 ] المسلمون فقالوا : يا رسول الله قحط المطر ويبس الشجر وهلكت المواشي وأسنت الناس فاستسق لنا ربك ، فقال : " إذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا معكم بصدقات " ، فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه يمشي ويمشون ، عليهم السكينة والوقار ، حتى أتوا المصلى ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسبح اسم ربك الأعلى ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وهل أتاك حديث الغاشية ، فلما قضى صلاته استقبل القبلة بوجهه ، وقلب رداءه ثم جثا على ركبتين ، ثم رفع يديه فكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ثم قال : " اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا وحيا ربيعا وحنا طبقا غدقا مغدقا عاما هنيا مريا مريعا [ ص: 1775 ] مرتعا وابلا شاملا مسبلا مجللا دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رايث ، غيثا اللهم تحيي به البلاد ، وتغيث به العباد ، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد ، اللهم أنزل في أرضنا زينتها ، وأنزل علينا في أرضنا سكنها ، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا تحيي به بلدة ميتا واسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا " قال : فما برحنا حتى أقبل قزع من السحاب فالتأم بعضه إلى بعض ، ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا يقلع عن المدينة ، فأتاه المسلمون فقالوا : يا رسول الله قد غرقت الأرض وتهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله أن يصرفها عنا ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر حتى بدت نواجذه تعجبا لسرعة ملالة ابنآدم ، ثم رفع يديه ثم قال : " حوالينا ولا علينا " ، اللهم على رؤوس الظراب ومنابت الشجر وبطون الأودية وظهور الآكام " فتصدعت عن المدينة حتى كانت في مثل الترس يمطر مراعيها ولا يمطر فيها قطرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية