الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        228 - الحديث السابع : عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال { طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على بعير ، يستلم الركن بمحجن }

                                        التالي السابق


                                        المحجن : عصا محنية الرأس .

                                        فيه دليل على جواز الطواف راكبا . وقيل : إن الأفضل : المشي . وإنما طاف النبي صلى الله عليه وسلم راكبا لتظهر أفعاله ، فيقتدى بها وهذا يؤخذ منه أصل كبير . وهو أن [ ص: 457 ] الشيء قد يكون راجحا بالنظر إلى محله من حيث هو . فإذا عارضه أمر آخر أرجح منه : قدم على الأول من غير أن تزول الفضيلة الأولى ، حتى إذا زال ذلك المعارض الراجح : عاد الحكم الأول من حيث هو هو . وهذا إنما يقوى إذا قام الدليل على أن ترك الأول إنما هو لأجل المعارض الراجح . وقد يؤخذ ذلك بقرائن ومناسبات . وقد يضعف ، وقد يقوى بحسب اختلاف المواضع . وههنا يصطدم الظاهر مع المتبعين للمعاني .



                                        واستدل بالحديث على طهارة بول ما يؤكل لحمه ، من حيث إنه لا يؤمن بول البعير في أثناء الطواف في المسجد . ولو كان نجسا لم يعرض النبي صلى الله عليه وسلم المسجد للنجاسة . وقد منع لتعظيم المساجد ما هو أخف من هذا .



                                        وفي الحديث دليل على الاستلام بالمحجن ، إذا تعذر الوصول إلى الاستلام باليد ليس فيه تعرض لتقبيله .




                                        الخدمات العلمية