الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              حرف السين

                                                                                                                                                                                                                              «سابق العرب » :

                                                                                                                                                                                                                              في حديث أنس مرفوعا السباق أربعة أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة

                                                                                                                                                                                                                              وهو اسم فاعل من السبق وهو التقدم، وقد يستعار السبق لإحراز الفضيلة، ومنه قوله تعالى: والسابقون السابقون .

                                                                                                                                                                                                                              ومعناه المخلص الذي سارع إلى طاعة مولاه وشق الفيافي في طلب رضاه. وقيل:

                                                                                                                                                                                                                              الناس على ثلاثة أقسام: رجل ابتكر الخير في مبدأ أمره وداوم عليه فهو السابق. ورجل ابتكر عمره بالذنب والغفلة ثم رجع بالتوبة فهو من أصحاب اليمين ورجل ابتكر الشر من مبدأ أمره ثم لم يزل عليه حتى مات فهو من أصحاب الشمال.

                                                                                                                                                                                                                              أو السابق لفتح باب الجنة قبل الخلق.

                                                                                                                                                                                                                              «السابق بالخيرات » .

                                                                                                                                                                                                                              «الساجد » :

                                                                                                                                                                                                                              الخاضع المطيع أخذه «ط » من قوله تعالى: ومن الليل فاسجد له وكن من الساجدين أي- داوم على عبادتك وخضوعك معهم.

                                                                                                                                                                                                                              «سبيل الله » :

                                                                                                                                                                                                                              أخذه «د » من قوله تعالى: ويصدون عن سبيل الله في أحد القولين أنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله السدي. ورواه ابن أبي حاتم، ومعنى كونه سبيل الله الطريق [ ص: 469 ] الموصل إليه، والسبيل الطريق الواضح. وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه الموصل إلى رضا الله تعالى. قال تعالى: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أي كتموا نعت محمد صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «السبط » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح المهملة وكسر الموحدة أي سبط الشعر كما سيأتي في باب صفة رأسه وشعره.

                                                                                                                                                                                                                              «السخي » :

                                                                                                                                                                                                                              الكريم صفة مشبهة من السخاء ممدودا وهو الكرم.

                                                                                                                                                                                                                              «السديد » :

                                                                                                                                                                                                                              بمهملات فعيل بمعنى فاعل من السداد وهو الاستقامة، أو هو بمعنى مفعل أي المسدد ثلم أمته بإصلاح أمورهم في الدنيا، والمرقع خللهم بالشفاعة في الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                              «السراج المنير » :

                                                                                                                                                                                                                              قال الله تعالى: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا السراج الحجة أو الهادي أو المصباح أو الشمس وسمي سراجا لإضاءة الدنيا بنوره، ومحو الكفر وظلامه بظهوره، وشبهه بالشمس لأنه الغاية في النيرات. وقال بعضهم: سمي سراجا لأن دينه يضيء بين الأديان كما يضيء السراج في الليلة المظلمة. وقال غيره: لأن الله تعالى أمد بنور نبوته أنوار البصائر كما أمد بنور السراج أنوار الأبصار. وإنما شبه صلى الله عليه وسلم بنور السراج دون غيره مما هو أضوأ منه كالشمس مثلا لأن المراد بالسراج الشمس، أو لأنه بعث في زمان يشبه الليل من ظلمات الكفر والجهالة، فكشفه بنور اليقين والهداية.

                                                                                                                                                                                                                              قال القاضي أبو بكر بن العربي- رحمه الله تعالى-: قال علماؤنا سمي سراجا لأن السراج الواحد توقد منه السرج الكثيرة فلا ينقص ذلك من ضوئه شيئا، وكذلك سرج الطاعات أخذت من سراج محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينقص ذلك من أجره شيئا.

                                                                                                                                                                                                                              قال: وفي وجه التشبيه بالشمس أوجه: منها أنها لا تطلع حتى يتقدم بين يديها الفجر الأول والثاني مبشرين بطلوعها، وكذلك لم يبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى بشرت به الأنبياء والمرسلون ووصفته الكتب المنزلة.

                                                                                                                                                                                                                              ومنها: أن للشمس إحراقا وإشراقا، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم لبعثته نور يشرق في قلوب أوليائه، ولسيفه نار تحرق قلوب أعدائه.

                                                                                                                                                                                                                              ومنها: أن فيها هداية ودلالة، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم هدى من الضلالة ودل على الرشاد.

                                                                                                                                                                                                                              ومنها: أنها سيدة الأنوار الفلكية، وهو صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء، وقد وصف الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالمنير ولم يصف الشمس إذ سماها بذلك لأنها خلقت من نوره ولأن دولتها في الدنيا فقط ودولته ونوره صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الآخرة أعظم. [ ص: 470 ]

                                                                                                                                                                                                                              والمنير مفعل من أنار ينير إنارة وهو راجع إلى النور.

                                                                                                                                                                                                                              «السراط المستقيم » :

                                                                                                                                                                                                                              يأتي في حرف الصاد.

                                                                                                                                                                                                                              «سرخليطس »

                                                                                                                                                                                                                              ذكره «ع » وقال هو اسمه بالسريانية ومعناه معنى البرقليطس.

                                                                                                                                                                                                                              «السريع » :

                                                                                                                                                                                                                              السابق المبادر إلى طاعة ربه أو الشديد. ومنه قوله تعالى: إن ربك لسريع العقاب أي لشديده، وإلا فسرعة العقاب تنافي صفة الحلم، إذ الحليم كما مر هو الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه. وقيل معنى الآية: سريع العقاب إذا جاء وقت عقابه لا يرده عند أحد سبحانه وتعالى.

                                                                                                                                                                                                                              «سعد الله »

                                                                                                                                                                                                                              «خا » .

                                                                                                                                                                                                                              «سعد الخلائق » .

                                                                                                                                                                                                                              «سعيد » :

                                                                                                                                                                                                                              فعيل بمعنى فاعل من السعد، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أوجب له السعادة- من القدم وحقق لأمته السيادة على سائر الأمم.

                                                                                                                                                                                                                              «السلام » :

                                                                                                                                                                                                                              أي السالم من العيب المنزه عن الريب، وهو في الأصل السلامة، وسمي به صلى الله عليه وسلم لسلامة هذه الأمة بل وغيرها بوجوده من العذاب وأمنها من حلول العقاب، أو لسلامته من النقص والعيب وبراءته من الزيغ والريب.

                                                                                                                                                                                                                              وهو من أسمائه تعالى ومعناه الذي سلمت ذاته من الشين وجلت صفاته عن النقص والرين. وقيل: معناه مالك تسليم العباد من المهالك، ويرجع إلى القدرة. وقيل: ذو السلام على المؤمنين في الجنة. ويرجع إلى الكلام القديم الأزلي. وحكى ذلك إمام الحرمين. وقيل:

                                                                                                                                                                                                                              الذي سلم خلقه من ظلمه. وقيل سلم المؤمنين من العذاب. وقيل المسلم على المصطفين لقوله تعالى: وسلام على عباده الذين اصطفى .

                                                                                                                                                                                                                              وهو في حقه صلى الله عليه وسلم صحيح بالمعنى الأول والرابع، كما هو واضح ويصح أيضا بالمعنى الخامس، لأنه مسلم المؤمنين من العذاب بهدايته إياهم. وليس المعنى الثالث والسادس ببعيدين في حقه أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              «السلطان » :

                                                                                                                                                                                                                              الملك والحجة والبرهان. وتذكيره على معنى البرهان أشهر كما قاله ابن عطية. وهي لغة القرآن وقد يؤنث على معنى الحجة يقال قضت به عليك السلطان وفي القاموس: السلطان الحجة. وقدرة الملك- وتضم لامه- والوالي، يؤنث لأنه جمع سليط وهو الدهن لأن به يضيء الملك أو لأنه بمعنى الحجة وقد يذكر ذهابا إلى معنى الرجل.

                                                                                                                                                                                                                              وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه حجة الله تعالى على عباده في الآخرة وبرهانه في الدنيا وهو ذو السلطان وهو الملك، والقوة مأخوذ من السلاطة وهي التمكن من القهر والغلبة، ومنه قيل للفصيح سليط لاقتداره على فنون الكلام وللمرأة السخاية سليطة لقوتها على المقال وشدة [ ص: 471 ]

                                                                                                                                                                                                                              بأسها على الرجال. فسليط كما في القاموس وغيره مدح للذكر ذم للأنثى. وقد ألغز الزيني عبد الباسط في ذلك فقال:


                                                                                                                                                                                                                              يا إمام الأنام أية وصف إن يكن للذكور فهو مديح     وإذا ما به الإناث نعتنا
                                                                                                                                                                                                                              فهو في نعتهن ذم قبيح

                                                                                                                                                                                                                              «السميع » :

                                                                                                                                                                                                                              فعيل بمعنى فاعل من السمع هو أحد الحواس الظاهرة. قال تعالى: لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير قيل: الضمير عائد عليه صلى الله عليه وسلم، وسمي بذلك لما شرف به في مسراه من سماع كلام مولاه وهو من أسمائه تعالى ومعناه: الذي يسمع السر وأخفى، وسمعه تعالى صفة تتعلق بالمسموعات.

                                                                                                                                                                                                                              «السمي » :

                                                                                                                                                                                                                              السامي أي العالي من السمو وهو العلو ومنه سميت السماء لعلوها وارتفاعها.

                                                                                                                                                                                                                              «السنا » :

                                                                                                                                                                                                                              مقصورا الضوء الساطع أو النور اللامع، أو ممدودا وهو الشرف والعلو، وسمي بذلك لأنه شرف هذه الأمة وفخرها أو هو صاحب الشرف.

                                                                                                                                                                                                                              السند:

                                                                                                                                                                                                                              بمهملتين بينهما نون محركة: الكبير الجليل الذي يعتمد عليه ويقصد ويلجأ إليه.

                                                                                                                                                                                                                              «السيد » :

                                                                                                                                                                                                                              الرئيس الذي يتبع وينتهى إلى قوله. وقيل: الذي يلجأ إليه ويحتاجه الناس في حوائجهم. وقيل: الذي يطيع ربه. وقيل: الفقيه العالم وقيل الذي ساد في العلم والعبادة والورع. وقيل: الذي يفوق أقرانه في كل شيء وقيل غير ذلك. والنبي صلى الله عليه وسلم سيد بالصفات المذكورة وهو من أسمائه تعالى. قال النحاس: ولا يطلق على غير الله تعالى إلا غير معرف.

                                                                                                                                                                                                                              قال النووي رحمه الله: الأظهر جوازه باللام وغيرها للمشهور بعلم أو صلاح ويكره لغيره.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم وغيره عن بريدة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الرجل للفاسق يا سيد أغضب ربه عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية