الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ثم يوضأ وضوءه للصلاة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { للاتي غسلن ابنته ابدأن بميامنها ، ومواضع الوضوء منها } ; ولأن هذا سنة الاغتسال في حالة الحياة فكذا [ ص: 301 ] بعد الممات ; لأن الغسل في الموضعين لأجل الصلاة إلا أنه لا يمضمض الميت ، ولا يستنشق ; لأن إدارة الماء في فم الميت غير ممكن ، ثم يتعذر إخراجه من الفم إلا بالكب ، وذا مثله مع أنه لا يؤمن أن يسيل منه شيء لو فعل ذلك به ، وكذا الماء لا يدخل الخياشيم إلا بالجذب بالنفس ، وذا غير متصور من الميت .

                                                                                                                                ولو كلف الغاسل ذلك لوقع في الحرج ، وكذا لا يؤخر غسل رجليه عند التوضئة بخلاف حالة الحياة ; لأن هناك الغسالة تجتمع عند رجليه ، ولا تجتمع الغسالة على التخت فلم يكن التأخير مفيدا ، وكذا لا يمسح رأسه ، ويمسح في حالة الحياة في ظاهر الرواية ; لأن المسح هناك سن تعبدا لا تطهيرا ، وههنا لو سن لسن تطهيرا لا تعبدا ، والتطهير لا يحصل بالمسح .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية