الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
406 [ 257 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، حدثني محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، هذا يومهم الذي فرض الله عليهم يعني الجمعة [ ص: 475 ] فاختلفوا فيه، فهدانا الله له فالناس لنا تبع السبت والأحد". .

التالي السابق


الشرح

هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزناد وقال: ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه وأخرجه مسلم عن عمرو الناقد عن سفيان عن أبي الزناد وقال: ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا ورواه عن ابن أبي عمر عن سفيان من طريق أبي الزناد عن الأعرج وابن طاوس عن أبيه معا، وأحال المتن على ما أورده من رواية الناقد، وذكر أن الثابت من رواية ابن أبي عمر كتب الله عليهم فاختلفوا فيه دون كتب الله علينا، وكذلك رواه مالك وموسى بن عقبة وشعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد، ويوافقه الرواية الثالثة للشافعي، وروى الحديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وكذلك رواه معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة.

وقوله: ونحن الآخرون السابقون أي الآخرون في الزمان، والسابقون في الفضل والكرامة.

وقوله: بيد أنهم أي غير أنهم، وقيل: إلا أنهم، وقيل: على أنهم، وقد يكون بمعنى من أجل كما في قوله صلى الله عليه وسلم: بيد أني من قريش، ويروى هذا عن الشافعي، وميد بالميم لغة في بيد، وروى بعضهم في صحيح مسلم في رواية الناقد ثم في رواية قتيبة عن جرير [ ص: 476 ] عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بايد بدل بيد وهو وهم عند جماعة، وصححه بعضهم وقال: معناه بقوة أعطانا الله تعالى وفضلنا بها، وعلى هذا فيكون إنهم مكسورا؛ لأنه ابتداء كلام والمشهور ما سبق.

وقوله: هذا يومهم الذي فرض الله عليهم أي: فرض عليهم تعظيمه والعبادة فيه، وتركته اليهود ومالت إلى يوم السبت للفراغ فيه من الخلق، ومالت النصارى إلى يوم الأحد؛ لأن الله تعالى ابتدأ فيه بالخلق، فهدانا الله تعالى للجمعة ووفقنا لتعظيمها فنحن السابقون عليهم كما أن الجمعة سابقة على السبت والأحد، ويوضح ذلك ما روي عن أبي حازم عن أبي هريرة، وعن ربعي بن حراش عن حذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أضل الله عن يوم الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم لنا تبع يوم القيامة.

آخر الجزء ويتلوه فيما يليه:

أبنا الربيع، أبنا الشافعي أبنا إبراهيم بن محمد والحديث: "تجب الجمعة على كل مسلم".

الحمد لله حق حمده




الخدمات العلمية