الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      تتش

                                                                                      الملك تاج الدولة تتش بن السلطان أبي شجاع ألب [ ص: 84 ] أرسلان بن داود بن ميكال السلجوقي أخو السلطان ملكشاه التركي .

                                                                                      كان شجاعا مهيبا جبارا ، ذا سطوة ، وله فتوحات ومصافات ، وتملك عدة مدائن ، وخطب له ببغداد ، وصار من كبار ملوك الزمان .

                                                                                      قدم دمشق ، فخرج ليتلقاه المتغلب عليها أطسز الخوارزمي ، فسلم عليه ، ثم سار ، وشد عليه تتش ، فضرب عنقه ، وأخذ البلد وجرت له أمور وحروب مع المصريين ، وتملك بضع عشرة سنة ثم سار في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ليتملك بلاد العجم ، فقتل في المصاف بالري ، التقاه بركياروق ابن أخيه .

                                                                                      وكان يتغالى في حب الشيخ أبي الفرج الحنبلي ويحضر مجلسه ، فعقد له ولخصومه في مسألة القرآن مجلسا ، فقال تتش : هذا مثل ما يقول ، هذا قباء حقيقة ليس هو بحرير ، ولا قطن ، ولا كتان ، ولا صوف .

                                                                                      [ ص: 85 ] وكان عسوفا للرعية ، تملك دمشق بعده ابنه شمس الملوك دقاق وغيره ، ثم مملوكه طغتكين وأولاده ، إلى أن تملكها العادل نور الدين السلجوقي ثم صلاح الدين وابنه ، ثم أخوه ، وأهل بيته ، ثم مواليهم ، وإلى اليوم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية