الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو الخير

                                                                                      الإمام الحافظ ، العالم الكبير أبو الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن حمدان بن موسى الأصبهاني .

                                                                                      ولد في صفر سنة خمسمائة .

                                                                                      وروى عن : غانم البرجي ، وأبي علي الحداد ، وجعفر الثقفي ، وعبد الواحد بن محمد الدشتج ، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق ، وطبقتهم ، وفي الرحلة من ابن الحصين ، وأبي العز بن كادش ، وخلق .

                                                                                      ثم قدم بغداد بعد الستين وخمسمائة ، وأملى بجامع القصر ، استملى عليه أبو محمد بن الأخضر .

                                                                                      قال ابن النجار : سألت ابن الأخضر عنه ، فأثنى عليه ، ووصفه بالحفظ والمعرفة ، وقال : كانوا يفضلونه على معمر بن الفاخر .

                                                                                      ثم قال ابن النجار : كان من حفاظ الحديث ، سمعت جماعة [ ص: 574 ] يقولون : كان يحفظ " الصحيحين " ، وكانوا يفضلونه على الحافظ أبي موسى في الحفظ .

                                                                                      قلت : حدث عنه الحافظ عبد الغني ، والشيخ موفق الدين .

                                                                                      قال ابن النجار : أخرج إلي شيخنا أبو عبد الله الحنبلي بأصبهان محضرا في أبي الخير ، وفيه خط إسماعيل بن محمد بن الفضل ، وأبي نصر الغازي ، ومحمد بن أبي نصر اللفتواني ، وكوتاه عليه ، وكلهم شهدوا أنه لا يحتج بنقله ، ولا يقبل قوله ، ولا يوثق به في ديانته وسوء سيرته .

                                                                                      وقرأت بخط عبيد الله بن محمد الخجندي سؤالا سأله الحافظ أبا موسى عن إجازات البغداديين لمسعود الثقفي ، وهم الخطيب ، وابن المهتدي بالله ، وابن المأمون ، وتمام العشرة الذين نقلهم عبد الرحيم بن موسى ، وأحال على مواضع طلبت ، فلم توجد ، وتكلم الناس في ذلك .

                                                                                      وسأله أيضا عن إجازات ابن هاجر ، فكتب ما نصه : اغترت الأغرار بهذه الإجازات ، وضيعوا أوقاتهم في القراءة بها ، وبتسويف المدعي لها بإظهارها إلى أن تحقق بطلانها بعد طول المدة ، والرجوع إلى الحق أولى فمن قرأ على الرئيس مسعود بإجازة هؤلاء فقد ضل سعيه ، وخاب أمله ، وقد أشهد الرئيس على نفسه ببطلان بعضها .

                                                                                      قال الضياء : سمعت الإمام عبد الله الجبائي يقول : كان أبو الخير يحفظ " صحيح " البخاري ، ويقول : من أراد أن يقرأ المتن حتى أقرأ له [ ص: 575 ] الإسناد ، ومن أراد أن يقرأ الإسناد حتى أقرأ المتن .

                                                                                      وقرأت بخط الشيخ الضياء : سمعت الإمام محمد بن أبي سعيد بأصبهان يقول : أرسل إلي ولد الحافظ أبي العلاء من همذان يسألني عن أبي الخير بن موسى : ما صح عندك فيه ؟ فأرسلت إليه : عندي درج فيه جرحه ، ودرج فيه تعديله ، والتعديل -والله أعلم- أقرب . ثم قال : لأنه تكلم فيه الحافظ أبو موسى من أجل إجازات مسعود الثقفي .

                                                                                      قلت : توفي في شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية