السؤال
أعاني أحياناً من عدم السيطرة على حركة الرأس عند التكلم مع بعض الأشخاص، وأحياناً حركة لا إرادية في ملامح الوجه، مما يسبب لي حرجاً كبيراً، وأتردد في الذهاب إلى طبيب نفسي.
شكراً.
أعاني أحياناً من عدم السيطرة على حركة الرأس عند التكلم مع بعض الأشخاص، وأحياناً حركة لا إرادية في ملامح الوجه، مما يسبب لي حرجاً كبيراً، وأتردد في الذهاب إلى طبيب نفسي.
شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هنالك بعض الحركات النمطية الجسدية التي يكون البعض قد تعودوا عليها، ثم تستمر بصورةٍ لا شعورية، والهدف من هذه الحركات النمطية هي زيادة التركيز والاستشعار، كما تلاحظ البعض مثلاً عندما يكون جالساً يحرك رجليه بصورةٍ متكررة ورتيبة ونمطية، وبعض الناس حين يجلس لابد أن يجلس في وضع معين، وحين يتكلم مع الناس لا يعتمد على اللغة اللفظية فقط، إنما تكون هنالك أيضاً اللغة الحركية، أو يضع يديه مثلاً في وضعٍ معين، وهكذا.
هذه أمور طبيعية جدّاً في حياة الناس، وأعتقد أن حركة الرأس التي ذكرتها عندما تتكلم هي نوع من الحركة النمطية التي ارتبطت عندك بوقت الكلام، وهذا يزيد من درجة تركيزك ويقظتك فيما تود قوله، وهذا الربط يقول بعض العلماء أيضاً أنه ناشئ من قلق نفسي بسيط، وكل هذه الأشياء هي أشياء حميدة ولا نعتبرها أموراً مرضية أبداً.
ما ذكرته حول الحركة في ملامح الوجه بصورةٍ غير إرادية، هذه ربما تكون انقباضات عضلية تحدث في الوجه عند الحديث أو مقابلة الآخرين، وهذه أيضاً قد تكون ناشئة من القلق، فالقلق النفسي البسيط قد يؤدي إلى مثل هذه الحركات أو التغير في الملامح، وأرجو أن لا تكون حساساً حول هذا الأمر؛ لأني أعرفُ أن الإنسان في مثل عمرك يحاول دائماً أن يلاحظ كل حركاته وسكناته ومستوى التغيرات التي تحدث له، هذه أمور ارتقائية أو تطورية عادية جدّاً في حياة الناس.
الذي أريده منك هو أن تكثر من المواجهة، وتكون دائماً متصدراً للمجالس، وأن تصلي في الصف الأول، وأن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم دون أن تراقب نفسك، ودون أن يأتيك هذا الاعتقاد أنه تأتيك حركات لا إرادية، هذا النوع من التجاهل مهم جدّاً.
الأمر الآخر: أكثر من ممارسة التمارين الرياضية؛ فهذه تُساعد في زوال مثل هذه الحركات.
ثالثاً: هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، ولتطبيقها كل المطلوب منك هو أن تجلس على كرسي مريح في مكان هادئ داخل غرفة هادئة مثلاً، أو تضطجع على السرير، ومن ثم قم بإغماض عينيك وفتح فمك قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، ثم احبس الهواء في صدرك لفترةٍ قصيرة، بعد ذلك أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم..كرر هذا الشهيق وهذا الزفير أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاث.
هنالك تمارين شد العضلات ثم إطلاقها، ابدأ بعضلات الوجه، قم بإغماض عينيك بشدة وذلك لتقبض على عضلات الوجه، بعد ذلك قم بفتح العينين وإطلاقها..كرر هذا التمرين عدة مرات.
أيضاً قم بالضغط على الفكين بقوة وشدة لمدة دقيقتين أو ثلاث، ثم أطلق الفكين بكل بطء وهدوء.
أيضاً مع عضلات راحة اليدين، اقبض ثم أطلق، وهكذا مع عضلات البطن اقبض ثم أطلق، ومع بقية عضلات الجسم كرر هذا التمرين.. هذه تمارين بسيطة وجيدة ومفيدة لك إن شاء الله تعالى.
أريدك أيضاً أن تركز في دراستك، وأن تركز في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، والتي لا شك أنها سوف تزيد من مهاراتك وتقلل من مستوى قلقك.
بقي أن أقول لك أنه سوف يكون من الجيد أيضاً أن تتناول دواءً بسيطاً يتميز بسلامته والتحكم التام إن شاء الله في هذه النوبات القلقية، يُعرف تجارياً باسم (تفرانيل) ويُسمى علمياً باسم (إمبرامين) وهو من الأدوية القديمة، لكنه من الأدوية الجيدة، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً، يمكنك أن تتناوله صباحاً أو مساءً، واستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعله حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
أرجو أن تتبع هذه الإرشادات، والموضوع بسيط إن شاء الله، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وعليك الاجتهاد في دراستك حتى تكون من المتميزين والمتفوقين.
شكرا جزيلا . اعاني كثيرا من هذه الظاهرة
الله يجزيك الخير