الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إلقاء الطعام الباقي

السؤال

بعد أن تناولنا وجبة الإفطار في رمضان تبقى طعام يسير في طبقين فقمت بأكله، فقال لي صديق لم تأكل الباقي، قلت له الطبق يدعو لي، والأفضل أكله بدلاً من رميه، فقال لي هات دليلا على دعاء الطبق، أو حرمة رمي الباقي، فما الحكم فى باقي الطعام القليل أو الكثير؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على دليل في أن الطبق يدعو لمن أكل ما تبقى فيه من الطعام، ولكن السنة قد صحت بسلت القصعة وعدم ترك شيء للشيطان، لأن في الطعام بركة، ولا يدرى في أيه تكون تلك البركة.

روى الإمام مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة، قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة.

وذكر النووي عند شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدرون في أيه البركة)، قال: معناه والله أعلم أن الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة ولا يدري أن تلك البركة فيما أكله أو فيما بقي على أصابعه أو في ما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة، وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والإمتاع به، والمراد هنا والله أعلم ما يحصل به التغذية وتسلم عاقبته من أذى ويقوي على طاعة الله تعالى وغير ذلك.

ثم إن ما كان من الطعام صالحاً للاستعمال، فلا يجوز رميه، لأن ذلك من إضاعة المال التي ورد النهي عنها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم -والواجب حينئذ- إعطاؤه للفقراء والمساكين إن وجدوا، أو حفظه لوجبات أخرى، ولا يرمى إلا إذا خشي حصول ضرر باستعماله، أو كانت النفوس تعافه وترغب عنه، فليصرف حينئذ للحيوان، فإن لم يوجد فنرجو أن لا يكون برميه بأس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني