الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم امتهان الطالب الطب قبل انتهاء سنة الامتياز

السؤال

أنا طالب في كلية طب أسنان في سنة الامتياز ولا يتم أخذ تصريح بالعمل إلا بعد الانتهاء من سنة الامتياز بموجب القانون . والحقيقة أن معظم الطلبة يعملون في مراكز طبية أو(مستوصفات) قبل الحصول على هذا التصريح. وأنا أعمل في مركز طبي لمدة شهر ونصف إلى الآن وأود التنبيه على الآتي:
1_الطالب في سنة الامتياز يستطيع عمل أشياء كثيرة بطريقة جيدة مثل حشو أو خلع أو تنظيف الأسنان وفي نفس الوقت لا يستطيع عمل بعض الأشياء بإتقان لنقص الخبرة.
2_أخبرت المركز الطبي بكل ذلك منذ البداية وقد وافقوا على كل شيء.
3_في حالة عدم ثقتي بأني لا أستطيع عمل شيْء ما فإني أخبر المريض بهذا ولا أعمله.
4_لجأت لهذا العمل للحصول على الخبرة.
5_أجر الكشف زهيد ويضاف عليه مبلغ في حالة عمل شيء إضافي مثل الحشو مثلا ولكن عموما يكون المبلغ بسيطا.
والسؤال هو هل يحل لي العمل بمثل هذه الظروف وهل يكون هذا كسبا حلالا؟ أم يتوجب علي ترك العمل؟
وأنا سأفعل ما تفتوني به بإذن الله وأيا كانت الإجابة فأرجو منكم الدعاء لي بالتوفيق في عملي وأن يجعلني الله متفوقا فيها على غيري بفضله.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

يجب احترام القانون الذي يلزم بالانتهاء من سنة الامتياز لممارسة المهنة وتحرم مخالفته، لما في ذلك من دفع الضر عن الناس، وسد الباب أمام المتلاعبين الذين لا يحسنون هذه المهنة. وعليه، فلا يجوز لك الاستمرار في هذا العمل. وأما بالنسبة للكسب الذي تحصلت عليه منه فمادام في مقابل عمل أتقنته فهو حلال لا حرج فيه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اشتراط القانون أن ينتهي الطالب من سنة الامتياز للحصول على تصريح بالعمل، وكذلك منعه من العمل بدون الحصول على هذا التصريح كل ذلك مما تقتضيه مصلحة الناس ودفع الضرر عنهم وسد باب التلاعب والاحتيال أمام من لا يحسن ويتقن هذه المهنة، ومثل ذلك القانون يجب على المسلم احترامه وتحرم عليه مخالفته لعدم مخالفته للشريعة واتفاقه مع مقاصدها.

وقد نص أهل العلم على أن الطبيب المتعاطي علما أو عملا لا يعرفه متعد، فإذا تولد من فعله ضرر ضمن لتعديه، والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من تطبب ولا يعلم منه طب فهو ضامن" رواه النسائي وأبو داود.

قال ابن القيم في زاد المعاد عن الطبيب الجاهل: ( فإذا تعاطى الطب وعمله ولم يتقدم له به معرفة فقد هجم بجهله على إتلاف الأنفس، وأقدم بالتهور على ما لم يعلمه فيكون قد غرر بالعليل فيلزمه الضمان لذلك، وهذا إجماع من أهل العلم).

وبناء على ما تقدم فلا يجوز لك الاستمرار في هذا العمل، وأما بالنسبة للكسب الذي تحصلت عليه منه فمادام في مقابل عمل أتقنته فهو حلال لا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني