الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد المال المسروق عن طريق بطاقات الائتمان

السؤال

أبشركم بأني قررت أن أتوب توبة صادقة نصوحا بحمد الله وان لا أموت على الفراش....لكن لدي أسئلة عديدة بارك الله فيكم, سأنتظر إجابتها بفارغ الصبر....الله يخليكم...
أسئلة بخصوص حقوق الآخرين:
1. فإني من قبل كنت أستخدم أرقام بطاقات الائتمان عبر الأنترنت, وأرقام البطاقات كنت أشتريها من جماعات محترفة في سرقة بطاقات الائتمان عن طريق اختراق المواقع وقواعد البيانات وغيره.... كل الأمر التي اشتريتها كانت برامج وكتب الكترونية (أي أغراض ليست ملموسة بل الكترونية)...ولدي الكثير الكثير من هذه الكتب والبرامج حاليا, أنا سوف امسحهم تماما من أجهزتي....ماذا ترون من الناحية الشرعية؟
2. قررت بعد أن أمسح وأقضي على كل المسروقات وغيرها, قررت أن أتصدق بملغ 2000 أو 3000 دولار لله, كرد لحقوق هؤلاء الناس (لأني لا أعرفهم ولا أقدر أصل إليهم) وسأدعو لهم بالهداية وأن يعوضهم الله في الدنيا خيرا مما أخذت منهم (وهو المال عن طريق الائتمان)....أنا عندما سأخرج الصدقة فلن أحتسب أجر الصدقة لي بل سأنوي أني رددتها لله بدل أن أردها لهم لأني لا أعرف أين هم.....معظم الضحايا غير مسلمين وبعضهم مسلمون.....فماذا ترون أنتم من الناحية الشرعية, هل قراري سليم؟
أسئلة بخصوص كسب المال:
1. أنا شاب جامعي في الغرب يا جماعة الخير, وأنا إذا تبت ما أقدر أضيع الجماعة أبدا مهما كان, إلا في الحالات النادرة جدا جدا, صراحة حبي لله والرسول تعدى الحدود ولا تجادلني بخصوص صلوات الجماعة, إذا كان عندي اختبار بالجامعة وهذا الاختبار صادف وقت الجماعة في المسجد فسأذهب للمسجد وأترك الاختبار, فما عند الله خير وأبقى, هكذا التزامي, أفعلها حبا لله والرسول وليس تشددا. لكن الحمد لله الله أعطاني أفكار تجارية وطرق عديدة جدا حيث أقدر على كسب المال دون تضييع صلاة الجماعة وسأذهب للجامعة ولكن سأختار الحصص التي لا تصادف الصلوات...أنا سأبين لكم بعض التجارات الخاصة التي أريد ان أبدأها كتجربة.. أولا: نويت أن أبدأ تجارة عن طريق الأنترنت وهي بيع أجهزة الكترونية وأدوات كثيرة جدا عن طريق التعامل مع المزودين بالبضائع بسعر الجملة
التجارة عالمية, أي واحد يقدر يشتري من الموقع, علما أنه لست أنا من أرسل البضاعة, البضاعة ترسل من المستودع مباشرة من خلال الشركة....
فهل المال الذي سأكسب منه حلال أم حرام (الله يعافيكم أنا قررت الالتزام تماما لا أريد مالا حراما يدخل في رصيدي) ما رأيكم, هل هذا العمل حرام, علما بأني لا أدري ماذا اشترى البائع فهو يشتري مباشرة من موقعي ونسبة من المال تأتي إلي والباقي تذهب للشركة ويتم إرسال البضاعة هناك...(أخشى جدا أن يكون هذا العمل حراما لا أريد شيئا حراما في حياتي لا أريد أبدا لأني سأعتبره كمصدر رزق لي...) الموقع هذا ممكن يضعوا بضع سيديهات أغاني في المستقبل لكني لن اعلم عنها لأنهم يضعون بضائع جديدة دائما, نيتي أنا أن أبيع الألكترونيات الأمور المفيدة للإنسان.......
2- أنا مشترك مع مجموعة في نظام تجاري الكتروني. أنا أبيع برامج الكترونية مخصصة لتسهيل البيع عن طريق الأنترنت, أي الذين يشترون مني البرامج هم أناس لديهم تجارات الكترونية ولكنهم يشترون البرامج التي أبيعها حتى تعلمهم وتسهل لهم أكثر في البيع عن طربق الأنترنت, وفي نفس الوقت نعطي ك شخصا يشتري منا البرامج, نعطيه دروس أسبوعية مباشرة عن كيفية تسويق البضائع عن طريق الأنترنت وما هي آخر الأخبار في هذا المجال وغيره....فماذا ترون يا جماعة الخير؟ (أخشى أن يكون عند الله هذا العمل حراما, والله خايف لأنه سيكون مصدر رزقي مما يؤهلني لأعمال ومشاريع أخرى...يالله ماذا أفعل)
3. لدي فكرة ثالثة لتكوين بعض المال عبر الأنترنت وهي فكرة جيدة ومن الممكن أن تكون ناجحة جدا إن أتقنتها......يوجد شي في الأنترنت يسمى
الـ اد سنس وهذا الأمر يخص الموقع قوقل
أنا فكرت أكون موقع مخصص لهذا الأمر...الـ
اد سنس عبارة عن دعايات تظهر حول موقعك وهذه الدعايات تكون من موقع قوقل, فأي شخص يضغط على إحدى روابط هذه الدعايات فإني أكسب مبلغا ماديا بسيطا مثل سنت, عشرة سنتات, دولار! على حسب.....هناك دعايات محرمة شرعا مثل دعايات لبيع أشرطة الغناء, أنا قررت أكون موقعا كاملا وأضع فيه أقساما, مثل قسم البرامج الألكترونية: وفيها أضع دعايات من قوقل لشركات البرامج...قسم آخر للأدوات الرياضية: أضع دعايات تخص الأدوات الرياضية وهكذا.....أجتنب الدعايات المحرمة
****************
أسألة محيرة لي:
1- إذا شخص اشترى بضاعة عادية, لكن على العلبة فيها صورة امرأة, لكني لم أكن على علم لأن البضاعة ترسل من الشركة مباشرة, فهل علي إثم؟
الله يجزيكم عنا كل الخير, أغبطكم على نعمة العلم, الله يوفقكم.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا بأس بالتصدق بالملبغ المذكور على النحو الذي بينته إذا عجزت عن إيصاله إلى أصحابه، وكان هو قدر ما أخذته من مال الغير. ولا مانع من التجارة عبر الإنترنت إذا التُزم بشروطها. والأفضل الابتعاد عما سميته ب الاد سنس.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك بالتوبة التي من الله بها عليك، ونسأل الله أن يجعلها توبة صادقة وأن يتقبلها منك.

ثم إن أسئلتك تتلخص فيما يلي:

1. ما ذكرت أنك كنت تقوم به من استخدام أرقام بطاقات الائتمان المسروقة.

2. طريقتك في التوبة من هذا الفعل.

3. تجارتك عن طريق الأنترنت.

4. بيع البرامج الألكترونية.

5. إنشاء موقع للدعايات.

6. اشتراء المنتجات التي تشتمل أغلفتها على صور النساء.

وللرد على هذه الأسئلة نقول:

إن ما كنت تمارسه من العمل يتضمن سرقة لممتلكات الغير، ومن أراد أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من السرقة فلا بد أن يبذل قدر طاقته ووسعه في رد المسروقات إلى أصحابها، فإن عجز عن معرفة أصحابها بعد محاولات متكررة وبحث جاد فليتصدق بقدر ذلك المال المسروق. على أنه متى ما وجد أصحابه خيرهم بين أن يرد عليهم مثل ما أخذ منهم وبين أن يقبلوه صدقة عنهم.

ثم إن عليه أن يكثر من أعمال البر، فإن أصحاب الحقوق قد يطالبونه بها يوم القيامة، والله حكم عدل فقد يوفيهم إياها من حسناته، فعليه أن يكثر من الحسنات.

ومن هذا تعلم أن قرارك التصدق بملبغ 2000 أو 3000 دولار على النحو الذي بينته لا يكفي لتوبتك إلا إذا عجزت عن إيصال المال إلى أصحابه، وكان هذا هو قدره.

ثم إن التجارة عن طريق الإنترنت لها شروط تجوز بها، وقد بيناها من قبلُ، ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 23846.

ولا حرج في بيع البرامج الإلكترونية إذا لم يعلم أو يغلب على الظن أن المشتري سيستخدمها في الحرام.

وبيع المنتجات التي تشتمل أغلفتها على صور نساء، تقدم فيه الفتوى، ولك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 65661.

وأما ما سميته بـ: ادسنس وقلت إنه عبارة عن دعايات تظهر حول موقعك وهذه الدعايات تكون من موقع قوقل... إلخ، فإنا نرى من الخير لك الابتعاد عنه؛ لأن فيه نوعا من التعاون مع من يروج للمحرمات، ولأنه يشتمل على مغالطات في ترويج البضاعة، وغير ذلك...

ونسأل الله أن يعيننا وإياك على الطاعة والابتعاد عن المعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني