الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة اتباع الجنائز بالنار

السؤال

هل يوجد حديث بعدم اتباع الجنائز بالنار مثل الذين يتبعون الجنازة وهم يدخنون السجائر ! هل هذا حرام؟و ما هو الحديث وأين ذكر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار. رواه أحمد وأبو داود والبيهقي و غيرهم، وأوصى أبو هريرة رضي الله عنه حين وفاته بأن يسرعوا بدفنه، وأن لا يتبعوه بمجمرة، رواه أحمد والنسائي، وكذا أوصى أبو موسى رضي الله عنه: لا تتبعوني بصارخة ولا بمجمرة. رواه البيهقي. وروى عبد الرزاق في المصنف عن عبد الأعلى قال: كنت مع سعيد بن جبير وهو يتبع جنازة معها مجمرة يتبع بها فرمى بها فكسرها، وقال سمعت ابن عباس يقول: لا تشبهوا بأهل الكتاب.

فهذه الآثار وغيرها تدل على المنع من اتباع الجنازة بنار.

وقد جاء في شرح الزرقاني على الموطأ: لأنه من شعار الجاهلية والنصارى، ولما فيه من التفاؤل .... وقال بعض العلماء: لا تجعلوا آخر زادي إلى قبري نارا. وهو أيضا من السرف والمباهاة وإضاعة المال للعود الذي يحرق .

وقال النووي في المجموع: ... ونقل ابن المنذر إجماع العلماء على كراهته قال : وممن نقل عنه ذلك عمر وأبو هريرة وعبد الله بن مغفل ومعقل بن يسار وأبو سعيد الخدري وعائشة ، وذكر البيهقي عن عبادة بن الصامت وعائشة وأسماء وغيرهم أنهم أوصوا أن لا يتبعوا بنار، قال أصحابنا: وإنما كَرِه للنص، ولأنه تفاءَل بذلك فأل السوء، وهذا الذي ذكرناه من كراهة الاتباع هو نص الشافعي والجمهور .... .

والتدخين حال اتباع الجنازة لايبعد دخوله في التعليل – مع كونه محرما في أصله - لأن في الدخان نار تحرق وفيه إضاعة للمال وسرف .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني