الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقديم صلاة السنة النافلة على أذكار الصلاة

السؤال

هل يجوز بعد صلاة الظهر تقديم صلاة السنة النافلة قبل أذكار الصلاة بسبب الارتباط بعملي في الشركة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل أن أذكار الصلاة تقال عقب الفريضة وقبل النافلة البعدية، وانظر الفتوى رقم: 19745.

وإن كان بعض الفقهاء قد احتمل أن يكون الإتيان بالأذكار بعد الراتبة البعدية واقعا في محله؛ كما قال بعض فقهاء الشافعية.

والذي نرى لك أنك إذا كنت تشغل عن الإتيان بجميع الأذكار قبل فعل السنة فينبغي لك أن تأتي ببعضها ولو باليسير منها، لاسيما إن كنت ستصلي النافلة في الموضع الذي صليت فيه الفريضة، لئلا تقع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد نهى عن أن توصل صلاة بصلاة حتى يتكلم أو يخرج. وهذا في صحيح مسلم. وانظر الفتوى رقم: 22946.

فإن أتيت ببعض الأذكار قبل فعل النافلة خرجت من هذا النهي.

وعلى كل فما عجزت عن الإتيان به لشغلك جاز لك قضاؤه بعد النافلة، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى سنة الظهر بعد العصر حين شغل عنها بقسمة المال، وأمر صلى الله عليه وسلم من فات حزبه بالليل أن يقضيه بالنهار، قال النووي رحمه الله: ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار، أو عقب صلاة أو حالة من الأحوال ففاتته أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها. انتهى.

لكن لا ينبغي أن تجعل هذا عادة لازمة لك بحيث لا تقول الأذكار إلا بعد السنة، فإن هذا خلاف الأصل، وإنما يكون هذا إذا شغلت عن فعلها بعارض ما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني