الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: فلان بنى على أهله

السؤال

أثناء مناظرتي لأحد النصارى قلت له: أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بالسيدة عائشة وعمرها 9 سنوات, وأن كلمة بنى بها معناها: جمعهم بناء واحد، ولكنه قال إن كلمة ـ بنى بهاـ تعني الجماع، فهل كلمة بنى بها، أو دخل بها معناها: جمعهم بناء واحد؟ أم معناها أنه جامعها؟.
فأرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أن ننبهك أولاً إلى أن مناظرات الكفار لا تجوز إلا لمن كانت له الأهلية لذلك بأن كان متسلحاً بالعلم الشرعي وله القدرة على المجادلة بالتي هي أحسن، وفي خصوص ما سألت، عنه فقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج عائشة ـ رضي الله عنها ـ وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع، والبناء والدخول ليسا صريحين في الجماع، وإنما هما كنايتان عنه، ففي عمدة القاري للعيني: يقال: فلان بنى على أهله أي زفها، والأصل فيه أن الداخل بأهله يضرب عليها قبة ليلة الدخول، فقيل لكل داخل بأهله بان. انتهى.

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قال في النهاية: الابتناء والبناء الدخول بالزوجة والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها فيقال بنى الرجل على أهله. انتهى.

وفي الثمر الداني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني: واختلف في معنى الدخول من قوله تعالى: اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ... فقال الشافعي رضي الله عنه: هو الجماع، وأفاد البيضاوي أن قوله تعالى: دخلتم بهن: أي دخلتم معهن الستر وهي كناية عن الجماع أي كناية مشهورة كما أفاده الشهاب، وقال مالك وأبو حنيفة ـ رحمهما الله ـ هو التمتع من اللمس والقبلة إلخ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني