الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمه تمنعه من زيارة أبيه فهل يكذب عليها ويزوره

السؤال

أرجو جزاكم الله خيراً الإجابة على سؤالي الذي أتعبني.. والداي منفصلان، وأنا حاليا أعيش مع الوالدة، ووالدتي لا تحب أن أصل أبي، وأبي لا يحب أيضا أن أصل والدتي، فهل يجوز لي أن أكذب وأخبر والدتي بأني مثلا سأذهب لمكان معين، ثم أذهب لوالدي، ووالدتي بما أنها تبغض والدي تأمرني ألا أذهب إليه إلا مرة كل أسبوعين، وإذا سافرت ألا أخبره وغير ذلك، وهذا لا يرضي والدي. فهل إذا عصيتها بهذا الأمر أكون عاقا لها؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لأحد الأبوين أن يحرض ابنه على عقوق الآخر أو قطيعته؛ لأن هذا من الأمر بالمنكر والعقوق والفساد، ولا يجوز للابن أن يستجيب لأحدهما في ذلك، ولا يعد هذا من قبيل العقوق، وعليه أن يعلمهما بأسلوب لين رفيق بأن هذا لا يجوز، فإن أصر كل منهما على رأيه وخاف الابن من إغضابهما، فلا حرج حينئذ أن يلجأ للتورية والمعاريض -دون صريح الكذب- فيوهم أباه أن علاقته بأمه على ما يريد، ويوهم الأم أن علاقته بأبيه على ما تطلب، ولو اضطر في بعض الأوقات للكذب في سبيل ذلك فلا حرج عليه إن شاء الله.. ويمكنك أيها السائل أن تجعل أغلب زياراتك لأبيك وصلتك له سراً دون أن تعلم الأم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21247، 38342، 110625 ففيها مزيد بيان لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني