الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل التخلص من الوسوسة في باب النجاسات

السؤال

شيخنا الفاضل: أنا آسف لبساطة الأسئلة، ولكن الوسواس بلغ مني حدا لا يحتمل: ففي العيد بعد ذبح الخروف سال الدم المسفوح ولمس رجل الخروف وعند السلخ لمسنا الرجل ثم لمسنا اللحم قبل جفاف اليد، فهل تنجس اللحم؟ وهل يتنجس المرق؟ علما بأن أمي ـ في الغالب ـ تغسل اللحم قبل الطبخ، وهل يتنجس ما في المطبخ لملامستنا له؟ فمرة لمست أمي ملابسي وهي نجسة مبللة ولما أخبرتها أخذت الصابون ووضعت قليلا من الماء ثم فركت يديها بالصابون ثم أعادت الصابون إلى مكانه دون غسله، فهل يتنجس الصابون؟ وأختي الصغرى تلمس أشياء عديدة وفي يدها الصابون وبعض الأماكن تكون دائما رطبة كالحوض الذي نغسل فيه الأيدي أو الصحون ولا أستطيع تجنب لمسها عند الوضوء فماذا أفعل؟ ومرة أخرى لمست أمي ملابسي وهي نجسة مبللة وهي تمسح الأرض ولا أدري ما ذا لمست بعدها؟ ولكن هناك أشياء عديدة أرجح أنها قد لمستها وبعضها تكون دائما رطبة ولا تجف، كما أنني نسيت إن كنت قد غسلت السطل الذي مسحت فيه، فماذا أفعل؟ علما أن بعض هذه الأحداث مضى عليها زمن طويل ـ شهر أو كثر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بلغت منك الوسوسة مبلغا عظيما، ولذلك فاعلم ـ أيها الأخ الكريم ـ أنه ينبغي لك الاجتهاد في مدافعة هذه الوساوس وطردها عنك، لئلا تنغص عليك عيشك وتفسد عليك حياتك ويكون ذلك بالإعراض عن هذه الوساوس، فكلما أوهمك الشيطان نجاسة شيء ما فابن على الأصل وأن هذا الشيء طاهر ما لم تتيقن نجاسته، وقد بينا في فتاوى كثيرة أحوال انتقال النجاسة من جسم لآخر، وبينا ـ أيضا ـ أن من كان مصابا بالوسوسة لا حرج عليه في أن يأخذ بالقول الأيسر، لما في ذلك من التخفيف ورفع الحرج، وانظر الفتوى رقم:62420.

وشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يذهب إلى أن يسير النجاسات يعفى عنها مطلقا ـ وهو مذهب أبي حنيفة ـ قال شيخ الإسلام في الاختيارات: ويعفى عن يسير النجاسة حَتَّى بَعْرِ فَأْرَةٍ، وَنَحْوِهَا فِي الْأَطْعِمَةِ وَغَيْرِهَا، وَهُوَ قَوْلٌ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ، وَلَوْ تَحَقَّقَتْ نَجَاسَةُ طِينِ الشَّارِعِ عُفِيَ عَنْ يَسِيرِهِ لِمَشَقَّةِ التَّحَرُّزِ عَنْهُ.

انتهى.

ورجح الشيخ العثيمين هذا القول في الشرح الممتع، وجميع الأمثلة التي ذكرتها في سؤالك ـ على فرض تحقق انتقال النجاسة ـ فإنها تكون من النجاسة اليسيرة التي يعفى عنها على قول هؤلاء العلماء، ولا مانع من الأخذ بهذا القول ريثما يشفيك الله تعالى من هذا الداء.

وانظر للفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني