الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تناول الطعام الذي تعفن بعضه

السؤال

شخص يسأل عند ظهور فاكهة التين منذ خمسة أشهر تقريبا أحضر كمية لعملها مربى والاحتفاظ بها للعام كله فى الثلاجة، وأهدى بعض الاقارب منها.لكن فوجىء قريبا بوجود طبقة من العفن على سطحها فى البرتمان الذى يحتفظ بها فيه فما كان منه الا أن أزال هذه الطبقة من العفن وتذوق ما تحتها فوجده جيدا. هل إزالة طبقة العفن كاف لاستخدامها أم أن العفن جعل البرتمان كله مسكرا يحرم استخدامه. هو يريد أن يعطي منها فى عبوات صغيرة لبعض الناس لكن يشك أن يكون آثما. ما الحكم هل يتخلص من كل هذه الكمية احتياطا أم أن إتلاف الكمية إهدار للمال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل في الأعيان الطهارة إلا ما دل الدليل على نجاسته، ولا نعلم دليلا على نجاسة الطعام المتغير بطول مكثه، ولا يمكن الحكم على الطبقة المتغيرة من الطعام المذكور في السؤال بأنها مسكرة، فهي على أصل الطهارة، وبالتالي لا بأس في تناولها ما لم تكن مضرة، وقد ورد ما يدل على طهارة وإباحة الطعام المتغير ولو أنتن ريحه. فراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 67022 ، 40536 ، 48111 .

قال العراقي في (طرح التثريب): الصحيح عند أصحابنا كراهة أكل المنتن دون تحريمه إلا أن يخاف منه الضرر خوفا معتمدا. اهـ.

وقال الصنعاني في (سبل السلام): ويقاس عليه سائر الأطعمة المنتنة. اهـ.

وعلى ذلك، فلا حرج على السائل الكريم في استعمال هذا الطعام المذكور وفي الإهداء منه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني