الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقسام الناس بالنسبة إلى الإيمان والكفر

السؤال

هل البشر الموجودون على وجه الأرض لا يخرجون عن كونهم أحد الأقسام الثلاثة المذكورة في أول سورة البقرة، مؤمن وكافر ومنافق؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيمكن لمزيد الإيضاح أن نقسم الناس إلى أربعة أقسام.

قال ابن القيم رحمه الله: فالناس إما مؤمن ظاهرا وباطنا وإما كافر ظاهر وباطنا، أو مؤمن ظاهرا كافر باطنا، أو كافر ظاهرا مؤمن باطنا، والأقسام الأربعة قد اشتمل عليها الوجود، وقد بين القرآن أحكامها فالأقسام الثلاثة الأول ظاهرة وقد اشتمل عليها أول سورة البقرة.

وأما القسم الرابع ففي قوله تعالى: وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ. {الفتح: 25}. فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم ولا يتمكنون من إظهاره، ومن هؤلاء مؤمن آل فرعون كان يكتم إيمانه، ومن هؤلاء النجاشي الذي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان ملك النصارى بالحبشة وكان في الباطن مؤمنا. اجتماع الجيوش الإسلامية.

وعلى ذلك فالناس في باطن الأمر إما مؤمن وإما كافر، ثم إن الكافر قد يظهر كفره فيكون كافرا في ظاهره وباطنه، وقد يخفيه فيكون مسلما في ظاهره كافرا في باطنه، وهذا هو المنافق، وأما المؤمن فالأصل فيه أن يكون إيمانه ظاهرا أيضا إلا إذا عرض له عارض من إكراه ونحوه مما يجعله مستخفيا بإيمانه. فيمكن إثبات قسم رابع بهذا الاعتبار.

ويدخل في قسم المؤمنين كل من كان معه أصل الإيمان، سواء كان إيمانه كاملا أم ناقصا، فيدخل في مسماه العصاة بأنواعهم من مرتكبي الكبائر وغيرهم، وانظر الفتوى رقم: 36574.

كما أن قسم الكفار يدخل فيه جميع أصنافهم سواء كانوا من أهل الكتاب، أم ممن لهم شبهة كتاب كالمجوس، أم من الوثنيين، أم ممن لا يقرون بوجود إله أصلا، أو غير هؤلاء من سائر أصناف الكفار، وانظر الفتوى رقم: 2924.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني