الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريدان الإجهاض لأسباب غير شرعية

السؤال

فضيلة الشيخ. أنا طالب مبتعث وأدرس في كندا، وقد وصلت قبل 5 شهور فقط ولدي عائلة من زوجة و3 أطفال وهم الآن معي، زوجتي تستخدم حبوب منع الحمل وقد نسيت أن تأخذ الحبة ليومين ويبدو أنها الآن حامل وهي الآن في حالة نفسية صعبة للأسباب التالية:1. أعمار الأطفال هي 7, 6, 1.5 سنة أي أن لديها الطفل الصغير الآن بعمر سنة ونصف وهي لا زالت ترضعه.2. نحن في مدينة صغيرة وقد سألنا بعض الإخوة المسلمين وقالوا إن عملية الولادة يمكن أن تتم في المستشفى من قبل طبيب أجنبي وليس طبيبة وقد حدث ذلك كثيراً، بالإضافة إلى أننا لا نملك سيارة لسهولة التنقل ومراجعة المستشفى، لذا هل يجوز الإجهاض في هذه الحالة علما بأن هناك طبيبة يمكن أن تقوم بذلك؟مع الشكر الجزيل... ووفقكم الله للخيرات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لزوجتك أن تهون على نفسها وينبغي لك أيضاً أن تهون عليها أيضاً فإن الأمر يسير بإذن الله تعالى. وأما بالنسبة للإجهاض فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز في مختلف مراحل الجنين أي ولو كان في طور النطفة، لأن هذه نسمة يرجى لها أن تخرج إلى الدنيا فلا يجوز إهلاكها. لأن هذا من الفساد، والله تعالى يقول: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ. {البقرة:205}، وانظر الفتوى رقم:5920

وما ذكر من كون الأطفال في مثل هذه السن، أو احتمال أن يكون الطبيب الذي يجري الولادة رجلاً، أو الحاجة إلى سيارة لمراجعة المستشفى فكل هذه لا تعتبر مسوغات شرعية تبيح الإجهاض، فعليك أن تكون عوناً لزوجتك في رعاية الأولاد، وهذا الطفل الصغير في سن يمكنه أن يستغني فيها عن الرضاع، وإذا لم توجد قابلة أو طبيبة لإجراء الولادة فيجوز أن يقوم بذلك رجل للضرورة، وراجع الفتوى رقم: 8107، ويمكنها أن تراجع الطبيب في فترات متباعدة دفعاً لحرج عدم وجود وسيلة خاصة للتنقل.

وأخيراً نقول إن الله تعالى قد يبارك في هذه النسمة فيجعل فيها من الخير والبركة الشيء الكثير ففوضا الأمر إلى الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني