الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أحيانا يفعل شخص شيئا منكرا بين الناس فيقولون له: عيب، ولا يقولون له حرام، فما الفرق بين العيب والحرام؟ وهل كل عيب حرام؟ أم كل حرام عيب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعيب أو الأمر المعيب لا يلزم أن يكون مذموما شرعا، بل قد يكون عيبا ـ ذوقا أو مروءة أو في بلد دون بلد وزمن من دون زمن.

أما الحرام في الاصطلاح الشرعي: فهو كما جاء في شرح الكوكب المنير: وهو ـ أي: وحدّه ـ ما ذم فاعله ـ ولو قولا ـ و لو عمل قلب شرعا.

فخرج بالذم: المكروه والمندوب والمباح, وبقوله: فاعله ـ الواجب، فإنه يذم تاركه، والمراد: ما من شأنه أن يذم على فعله، ودخل بقوله: ولو قولا ـ الغيبة والنميمة ونحوهما مما يحرم التلفظ به, ودخل بقوله: ولو عمل قلب ـ النفاق والحقد ونحوهما، ولفظة: شرعا ـ متعلقة بذم، وفيه إشارة إلى أن الذم لا يكون إلا من الشرع. ويسمى الحرام: محظورا وممنوعا ومزجورا ومعصية وذنبا وقبيحا وسيئة وفاحشة وإثما وحرجا وتحريجا وعقوبة، فتسميته محظورا من الحظر ـ وهو المنع ـ فيسمى الفعل بالحكم المتعلق به، وتسميته معصية للنهي عنه, وذنبا لتوقع المؤاخذة عليه, وباقي ذلك لترتبها على فعله.

وعلى ذلك، فالعيب أعم من الحرام.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني