الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الشخص التكلف لإمساك الريح من الخروج

السؤال

أنا مصاب بسلس ريح، لكنني طوال وقت الصلاة والوضوء أظل ماسكاً نفسي ـ أي أن العضلة الشرجية المسؤولة عن فتح وإغلاق فتحة الشرج ـ أجلكم الله ـ تبقى طوال الوقت مشدودة ـ خشية أن يخرج ريح، لأنني أحياناً أحدث بريح صغير لا يمكنني ضبطه، وأحياناً أحدث بريح يمكنني ضبطه وله رائحة دون صوت، فهل يجب علي أثناء الوضوء والصلاة أن أظل شادا للعضلة الشرجية؟ أم يمكنني أن أرخيها طوال وقت الوضوء والصلاة وأثناء انتظار الصلاة؟ فأنا أخاف إذا استمريت بمسك العضلة الشرجية أن ترتخي بمرور الوقت وأصبح غير قادر على التحكم بخروج الريح.
أرجوكم فهذا الأمر يؤرقني ويجعل الصلاة حملا ثقيلاً علي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن دين الله تعالى يسر، وأن الله تعالى قد رفع عن عباده الحرج، قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحـج:78}.

فإذا كنت مصابا بالسلس، بحيث لا تجد وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فإنك تتوضأ بعد دخول الوقت وتصلي بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج الوقت، وانظر الفتوى رقم: 119395.

وأما إذا كنت تجد وقتا تستطيع أداء الصلاة فيه بطهارة صحيحة: فإنه تلزمك الصلاة في هذا الوقت.

وإذا كان ما تفعله ـ مما ذكرت ـ يضر بك أو تخشى أن ينتج عنه ضرر، فإنه لا يلزمك، بل تترك نفسك على طبيعتها من غير تكلف لحبس الخارج لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه ابن ماجه.

ومدافعة الريح كمدافعة البول والغائط، وكذا إذا كان إمساكك لهذه العضلة يؤدي إلى أن تصلي وأنت مدافع للريح، فلا يشرع لك ذلك، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم: عن الصلاة وهو يدافعه الأخبثان. أخرجه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني