الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي: عن عدم وجود ما يسمى برجال دين أو أهل العلم، وأن هذا مصطلح جاء مع بداية الدولة الأموية إلى الآن كي يظهر أن الدولة دينية وأنها تهتم بالعلماء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما مصطلح (رجال الدين) فدخيل على المسلمين بلا شك، وهو يحمل في طياته بعض المحاذير التي سبق التنبيه عليها في الفتوى رقم: 123565 . ولكن دعوى ظهور هذا المصطلح في عهد بني أمية تفتقر إلى التحقيق والبرهان. ولا نظن ذلك يثبت بحال.

وأما كلمة (أهل العلم) فهي كلمة صحيحة في لفظها ومدلولها، خالية من المحاذير، مع كونها قبل ذلك: قد استعملها المسلمون منذ عصر النبوة، ومن ذلك الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله. وقال الآخر وكان أفقههما: أجل يا رسول الله فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لى أن أتكلم. قال: « تكلم » قال: إن ابني كان عسيفا على هذا - والعسيف الأجير - فزنى بامرأته فأخبروني أنما على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي، ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام وإنما الرجم على امرأته ... الخ.

وعن عبد الله بن مسعود قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا عليهم. رواه ابن ماجه.

ولمزيد الفائدة نقول: إن أكثر الألفاظ استعمالا في القرآن للتعبير عن أهل العلم هو لفظ (أوتوا العلم) فقد جاء في القرآن تسع مرات، كقوله تعالى: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ {العنكبوت: 49} وقوله عز وجل: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11].

وهناك لفظان آخران، وهما لفظ (الراسخون في العلم) وقد جاء في القرآن مرتين، في قوله تعالى: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا {آل عمران: 7} وقوله سبحانه: لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ {النساء: 162}

والثاني لفظ: (أولوا العلم) وجاء في القرآن مرة في قوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ {آل عمران: 18}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني