الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة الروايات المتلبسة ببعض المخالفات الشرعية

السؤال

ما حكم التمتع بالروايات الأدبية بدون إفراط أو تأخير الصلاة أو هجر القرآن -والعياذ بالله- خاصة الأجنبية منها، والتي قد لا تكون قصصا غرامية عاطفية بحتة ولكن قد لا يخلو الأمر من بعض المخالفات الشرعية في الرواية الأدبية خاصة إذا كان كاتبها ليس مسلما. فما حكم قراءتها إن كانت هذه الثغرات ليست هي الغالبة في القصة (فمثلا قد لا تكون قصة حب ولكن لا تراعي حدود الاختلاط), مع عدم تأثر القارىء بها؟ فجميعنا يعلم أن معظم الروايات كتابها ليسوا بالملتزمين فلن يخطر بباله مراعاة تلك القواعد الشرعية. وبعض الكتاب يختارون التحدث عن المجتمع كما هو, فإذا ما تحدثوا عن شخص قد زنا بدون الخوض في تفاصيل ذلك. فإن ذكر أي منها لا أقرأ المقطع الذي يذكر فيه ذلك. لا للترويج للزنا ولكن بحسب الطريقة التي تروى فيها للحديث عن المجتمع كما هو بجميع سيئاته. فما هي القاعدة عند انتقاء أي رواية لقراءتها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مانع من قراءة الروايات العربية أو الأجنبية إذا خلت من المحاذير الشرعية، كالضلالات الفكرية، وتزيين الانحرافات السلوكية، ولو كان ذلك لمجرد التسلية. وكذلك لو احتوت على شيء من المخالفات وكنت تتجنبين ذلك عند القراءة، فلا نرى عليك حرجا إن شاء الله. ومثلها كتب تواريخ الأمم الأخرى إن أراد القارئ الاعتبار بحالهم ولم يخش التأثر بعاداتهم وتقاليدهم، فلا حرج في قراءتها. مع أن الإعراض عن ذلك كله أولى، فإن الوقت رأس مال الإنسان، فعليه أن يصرفه في ما ينفعه في أمر دينه ودنياه. وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 103423، 64218، 47548، 70952، 15275.

وأما السؤال عن قاعدة انتقاء الروايات فراجعي فيه الفتوى رقم: 132646.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني