الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تستحق المخطوبة الشبكة في حال فسخ الخطبة

السؤال

تمت خطبتي، ثم بعد شهر اتهمني خطيبي زورا بأني أسحر له بمساعدة أمي، وهذا كلام إخوته وفسخ الخطبة دون أن يتحقق من ظنه، وقال هذا الكلام لصديقه وزوجته ووالدي مصمم على الاحتفاظ بالشبكة تأديبا لهذا الشخص على إهانته لنا فهل هذا من حقي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما قام به هذا الشخص من اتهامك وأمك بعمل السحر دون بينة أمر محرم لأنه من إيذاء المسلمين واتهامهم بالباطل، وقد قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}، قال ابن كثير: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا. أي ينسبون إليهم ما هم براء منه لم يعملوه ولم يفعلوه فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. انتهى.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني. وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.

أما بخصوص الشبكة فإنها من حق الخاطب على الراجح مهما كان سبب الرجوع، قال ابن تيمية: كل من أهدي له شيء أو وهب له شيء بسبب يثبت بثبوته ويزول بزواله. انتهى. من المستدرك على مجموع الفتاوى، وقد سبق الكلام عن هذه المسألة مفصلاً في الفتوى رقم: 122345.

وعليه، فيجب عليكم إرجاع هذه الشبكة له، وإصرار أبيك على معاقبته لا يحق له، لكن من حقكم أن ترفعوا إلى السطات أمره من اتهامه لكم وتشويهه لسمعتكم لكي تؤدبه على ذلك وتردعه عن فعله في المستقبل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني