الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفقة علاج الأم هل تجب على ولدها ولو كان الأب موسرا

السؤال

أبي يتقاضى معاشا طيبا من مصر للطيران، ويضعه كاملاً بالبنك منذ سنة ونصف ويرغمني أنا وأخي بالصرف عليه وأمي فى كل شيء (مأكل - ملبس- أدوية - حج- عمرة - مصاريف تذاكر طيران - وإقامة فى السعودية معنا) ولا يشارك فى الصرف مطلقا، وأجرت أمي عملية جراحية كبيرة حتى خسرت شقتي فى مصر وبعتها حتى أوفي مصاريف العملية، والآن احتاجت لعملية أخرى وأنا لدي أولاد فى ثانوي وابتدائي وزوجتي حامل وتحتاج لعمل ثلاث عمليات لكي تضع وأنا أترجى أبي ليشارك في عملية أمي الثانية حتى بثلث المبلغ ويرفض تماما، ويقول أنا عندي دكاترة والله أنا قبلت بالعمل بمبلغ قليل لأني مكثت ستة أشهر بدون عمل لأن الشركة التي كنت أعمل فيها سرحت العاملين بها. ما العمل أبي يرفض دفع أي مبلغ أرجو أن توجه له كلمة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان والدك موسراً فالواجب عليه أن ينفق على زوجته بالمعروف، وانظر الفتوى رقم: 19453، ولا يلزمك الإنفاق عليهما في هذه الحال، كما بيناه في الفتوى رقم: 46692.

إلا أن تتبرع لهما بما لا يجحف بمالك، فيكون من الإحسان والبر بهما ومما ترجى بركته في الدنيا والآخرة، والذي ننصح به والدك أن ينفق على زوجته بالمعروف ومن ذلك أن ينفق على علاجها ما دام قادراً على ذلك، فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 56114 أن نفقة علاج الزوجة تلزم زوجها.. كما ننبهه إلى أن إنفاقه على أهله من أعمال البر التي يؤجر عليها العبد أجراً عظيماً، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك. رواه مسلم.

وننبه إلى أن إيداع والدك لماله إن كان في البنوك الربوية فهو غير جائز وعليك أن تنصحه في ذلك وتخوفه من خطورة التعامل بالربا، وانظر في الفتوى رقم: 331، وعلى كل حال فإن عليك بر والديك والإحسان إليهما فإن ذلك من أوجب الواجبات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني