الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسائل الشاذة المصادمة للنص هل تنشر في المنتديات ويعلق عليها أم يمنع نشرها

السؤال

أنا بفضل الله مراقبة في القسم الإسلامي في أحد المنتديات النسائية, ومؤخرا حدث أمر غريب من إدارة المنتدى فعندما نجد أخوات يضعن مواضيع تُحرم الختان، أو تجيز النمص مثلا، أو تقول إن النقاب عادة وليس من الدين فنحن كمراقبات للقسم الإسلامي نغلق الموضوع ونضع الفتوى الصحيحة التي توضح الحكم في هذا الأمر، ولكن مؤخرا وجدنا الإدارة تُعلق على هذا الأمر ويقولون طالما العضوة جاءت بفتوى فليس من حقنا أن نغلق الموضوع، أو نضع تحذيرا في بداية الموضوع لكي ننبه باقي العضوات على عدم صحة هذا الموضوع، إنما الإدارة تريد أن نعلق على الموضوع مثل أي عضوة أخرى وأقول رأيي فقط دون اتخاذ أي إجراء كمراقبة في القسم طبعا العضوة تضع فتوى لبعض العلماء المعروفين بالفتاوى الشاذة ومعرفين بأنهم ليسوا من أهل السنة وإنما صوفية، أو غير ذلك، والله المستعان، فهل إذا قبلنا بهذا الأمر نأثم، لأننا نترك الباطل، فنحن من منطلق موقعنا كمراقبات يجب أن يكون لنا دور مختلف عن باقي العضوات في توضيح الحق، ولكن هكذا الإدارة تلغي هذا الدور زعما بأن هذه حرية ورأي ومن حق كل أخت أن تعرض الرأي الذي تميل إليه بدون حجر من أحد فنحن في اجتماع مراقبات القسم الإسلامي تحدثنا فيما بيننا بأننا نخشى من الإثم وتحمل وزر من ستقرأ الموضوع وتعمل به، لأننا لم نضع ردا واضحا يُعتبر كإضافة للتنبيه على موضوع العضوة نفسه وتركنا الموضوع دون غلق فهكذا الأخوات يعتبرن أن هذا إقرارا منا بمصداقية الموضوع، فهل ننسحب من موقعنا كمراقبات للقسم ونترك غيرنا يكمل؟ مع أننا نخشى أن تأتي الإدارة بمن يفسد في القسم ويضلل الأخوات، أم نبقى في موقعنا وننكر الموضوع بإضافة رد مثل أي عضوة وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية ننبه على أن المسائل الشاذة التي تصادم الأدلة الشرعية، أو تخالف إجماع العلماء، كالقول بحرمة الختان، أو أن النقاب عادة وليس من الدين، لا يجوز إبقاؤها في المنتديات وساحات الحوار بالنسبة لمن بيده إغلاقها ويقدر على إزالتها، ولا يصح الاكتفاء بمجرد الرد عليها، أو التحذير من محتواها، فإن الشبهة قد تنطلي على بعض الناس مع قلة العلم وغلبة الهوى وسحر البيان، فالأصل هو لزوم إغلاق المشاركات في مثل هذه المسائل، وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 138372، 65753 113688.

وأما المسائل التي لا تخرج عن ضابط الخلاف السائغ فتحتملها الأدلة ويقول بها ولو واحد من المعتبرين من أهل العلم، فالأمر فيها واسع، وينبغي أن لا يخرج عن دائرة النقاش العملي بهدف الوصول للراجح، وراجعي الفتوى رقم: 32646.

وأما بالنسبة لمسألة ترك العمل في مراقبة هذا القسم من المنتدى، فيختلف حكمه باختلاف حال المنتدى وأثره وشهرته، وباعتبار قدرتكن على بيان الحق في مسائل الخلاف غير المعتبر ولا السائغ، والرد على أصحاب الأقوال الشاذة والمنحرفة، فإن ما ذُكِر في السؤال من إمكانية أن تأتي الإدارة بمن يفسد ويضل لابد من وضعه في الاعتبار، فإن الشريعة مبنية على تحصيل أعلى المصلحتين ودرء أعلى المفسدتين عند التزاحم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: الواجب تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدتين مع احتمال أدناهما هو المشروع. اهـ.

وقال أيضا: السيئة تحتمل في موضعين: دفع ما هو أسوأ منها إذا لم تدفع إلا بها، وتحصيل ما هو أنفع من تركها إذا لم تحصل إلا بها، وذلك ثابت في العقل، كما يقال: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين. اهـ.

فإن كانت الأخوات المشاركات في المراقبة عندهن القدرة على بيان الحق وإبطال الباطل، ويُخشى إن تركن العمل أن يستبدل بهن غيرهن ممن يفسد ولا يصلح وكان عدد المشاركات والمرتادات لهذا القسم كبيرا فالأولى ـ والله أعلم ـ أن تواصلن العمل وتسددن وتقاربن وتجتهدن في إصابة الحق وبيانه والدعوة إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني