الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاوى سابقة حول حكم البرمجة اللغوية العصبية

السؤال

كيف حالكم إخواني متبعي منهج أهل السنه والجماعة، أود لفت انتباهكم إلى الفتاوى التي تقول بحرمة البرمجة اللغوية العصبية من دون تدقيق واستثناء الأمور الفاسدة، وهذا على ما أعتقد مخالف للحق وينطوي عليه عدة مفاسد وعدة التباسات ومنها:
1ـ البرمجة اللغوية العصبية فيها سلبيات وايجابيات والفتاوى تحرم كل ذلك بدون استثناء.
2ـ استحدثت في الإسلام الدواوين من غير المسلمين, أي أنه تم أخذ الأمور الإيجابية وترك السلبية من الغرب فما الخطأ في تطبيق ذلك الأمر على البرمجة اللغوية وغيرها من المسميات، كذلك الأمر بالنسبة للبرمجة اللغوية هل منشؤها وأصلها السيء يلطخ الأشياء الإيجابية التي فيها.
3ـ عندما يتم القول بأن البرمجة اللغوية العصبية محرمة يظن أغلب الناس أن ما فيها من إيجابيات محرم أيضا وهذا عائق كبير أمام تطور الأمة فلو أدخل أحدهم القراءة السريعة مع استراتيجياتها تحت عنوان البرمجة اللغوية العصبية للتبس الأمر على الناس كما حدث معي بالنسبة للإيجابيات الموجودة في ذلك الأمر وما زال الأمر مستمرا.
4ـ ربما هناك من يكفر استعمال البرمجة اللغوية العصبية بدون استثناء إيجابياتها ولا حتى استثناء الباطل منها فمثلا القراءة التصويرية: هناك الكثير من النقد للقراءة التصويرية، ولكنني لا أؤمن بكفرية محاولة تجريبها مع تجريد العقائد الفاسدة, فإذا سلمنا أن القراءة التصويرية كفر، فإذا الأمام الشافعي كان كافرا، لأنه كان يقرأ قراءة تصويرية، وأكتفي بهذا القدر وأوجه ملاحظة مهمة: إذا كان في كلامي محاذير شرعية أرجو إرسال الإجابة فقط على بريدي حتى لا أفتن أحدهم مثلا قد يقدم أحد القراء على انتقاء ما يناسب هواه من البرمجة اللغوية العصبية بعد ما علم أن هناك إيجابيات فيها, فقد يقدم على اختيار الأمر السلبي ظنا منه أنه إيجابي بحجة أنه يراه إيجابيا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء إن كون الشيء الضار فيه بعض الإيجابيات ليس كافيا للحكم بحله، فالخمر فيها منافع للناس ومضار، ولكن لما كانت مضارها أشد وأكبر حرمت ولم يلتفت إلى ما فيها من المنافع، وما يسمى بعلم البرمجة اللغوية العصبية فيه من المخاطر على عقيدة الإنسان ودينه ما لا يلتفت معه إلى بعض تلك الإيجابيات المزعومة، ولذا حذر منه المختصون والاستشاريون النفسيون، كما بيناه في الفتوى رقم: 95571وما أحيل إليه فيها.

وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أنه لا مانع من الاستفادة من علوم غير المسلمين التي تفيد المسلمين في حياتهم واقتصادهم ومعاشهم، ولا مانع أيضاً من الإفادة مما يجري على ألسنة غير المسلمين مما يوافق الحق ويدل عليه، فإن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها إلا أن هذا ليس شأن البرمجة المشار إليها، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 117782بعنوان: هل يمكن الاستفادة من البرمجة اللغوية العصبية.

والفتوى رقم: 121281

وراجع الفتوى رقم: 161895حول إمكانية تعلم البرمجة اللغوية العصبية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني