الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية رد الأموال المأخوذة بغير حق إلى أصحابها

السؤال

هذا السؤال متعلق بالسؤال رقم: 2355568، والذي طلبتم فيه أن أرسل كل سؤال على حدة: علي إرجاع بعض حقوق الناس أو استحلالهم بسبب السرقة أو استعمال أغراضهم بدون إذن أو إتلافها دون علمهم وقد علمت من موقعكم أنه يجب إرجاع المسروقات على الفور ولا يجوز التماطل مع القدرة، وكما تعلمون أن الانشغال بإرجاعها سيستغرق وقتا من ساعات الى أيام، فهل يجوز لي تأخير إرجاعها إلى ما بعد البكالوريا وذلك لتحقيق حلمي المذكور سابقا؟ أم يجب أن أترك المراجعة والانشغال بالدراسة وحلمي ليس بعذر لتأجيل إرجاع الحقوق حتى وإن أعدت السنة أو حصلت على معدل منخفض؟ أم أدرس بقدر ما أنجح فقط ولا أعمل لتحقيق حلمي؟ وهل يجب علي بيع ممتلكاتي كالهاتف مثلا لإرجاع حقوق الناس؟ أم أنتظر الحصول على المال من والدي؟ أم أطلبه منهم؟ أم أبحث عن عمل في العطلة الصيفية؟ وهل إذا كان شيء سهل إرجاعه ولا يستهلك وقتا كبيرا يجب أن أبادر بإرجاعه مثلا إرجاع بعض مسروقات أبي والجيران، أو يجوز تأجيل كل شيء إلى ما بعد البكالوريا، لأنني كلما أخذت وقتا كافيا كان ذلك أفضل لتحقيق حلمي؟ وضحوا من فضلكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر من خلال جملة الأسئلة التي بعثت بها أنك مصاب بداء الوسوسة وعلاجه هو الإعراض عنه وعدم التمادي فيه وقد بينا لك طرفا مما سألت عنه في الفتوى رقم: 180279.

وذكرنا لك أن ما أخذته من غيرك مما لا تطيب به نفسه يلزمك رده والمبادرة إلى ذلك حسب استطاعتك، وما دام الاختبار يشغلك ولو ذهبت تطلب أصحاب الحقوق وتسعى إثرهم فقد يضرك ذلك فيمكنك الاتصال بمن تعرف من أصحاب الحقوق الاستحلال منه إلى الانتهاء من الاختبار وتسجيل الحقوق الباقية والإشهاد عليها إلى حين فراغك من الامتحان وحينئذ تبحث عن أصحابها فمن وجدته منهم أعطيته حقه مالم يبرئك منه ومن لم تجده تصدقت بحقه عنه، أما تسجيل الحقوق والإشهاد عليها فإنما هو توثيق لها، لئلا تضيع فيما لو حصل لك مكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني