الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مطالعة كتاب الأغاني

السؤال

أما بعد فيا فضيلة المشايخ إني أمتلك كتاب الأغاني للأصفهاني بملف حاسوبي أطلع عليه أحيانا وأستنكر ما فيه، لكني في عمري ومع دوائي غير هائج للجنس و بارد أمام الشهوات، ولا أقرأ فيه حين أقرأ إلا حبا للتمرن على لسان القرآن، والبدائل موجودة لكن التمرس لا يحده حد، ومثيل كتاب الأغاني في بلاغة النص من كلام العرب نادر، وقد قرأت في معجم الأدباء على ما أذكر في ترجمة المبرد أو ثعلب أن رجلا أتاه يقول له أريد أن تعلمني من النحو ما أقوم به لساني؟ فرد عليه: إني لأطلب النحو من 40 عاما ولم أتعلم ما أقوم به لساني. و ما أدراكم أنه ليس في كتاب غير الأغاني جملة أنتفع بها في فهم آية في كتاب الله، لم تكتب في تفسير أو كتاب شرعي أعرفه أو هي أظهر في الأغاني من كتاب غيره. فهل يؤذن لمثلي أن يطالع في كتاب الأغاني أحيانا للتعلم لا للتسلية أفتوني وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تكلمنا على هذا الكتاب ومؤلفه وما ينقم عليه في الفتوى رقم : 119273

وأما عن قراءته من مثلك وللغرض المذكور فيجدر بنا أن نسوق لك كلام الشيخ الأديب الشاعر عائض القرني إذ يقول: الأغاني لـأبي الفرج الأصبهاني: هذا أكبر كتاب في الأدب وهو يبلغ اثنين وثلاثين مجلداً ومن ميزه:

1/ كثرة اللغويات والأشعار الجميلة والمقطوعات الأدبية الرائقة الرائعة لكثير من الشعراء ما يقارب من ثلاثين شاعراً.

2/ أنه حوى كثيراً من الدرر الأدبية التي لا تنكر.

لكن الرجل أخفق إخفاقات عجيبة منها:

1/ أنه أتى بالكذب، نعوذ بالله من الكذب.

2/ أنه نزل على الخلفاء خاصة هارون الرشيد، وعلى خلفاء بني أمية؛ لأن الرجل شيعي عجيب، يقولون: إنه من سلالة بني أمية لكنه تشيع.

وقال أيضا: اتهم هارون الرشيد باتهامات فظيعة، وممن فعل ذلك وافتعل صاحب " الأغاني " أبو الفرج الأصبهاني، فإنه أتى بأخبار تشيب لها الرءوس، وأنا أنصح الجيل بعدم قراءة هذا الكتاب إلا من أنس من قلبه ونفسه علماً ووعياً وتقوى، فلا بأس أن يستفيد من بعض ما فيه من الأدب والقصص، لكنه تهالك واحترق في تراجم الخلفاء، وتكلم عن الدولة العباسية والأموية كأنها دول موسيقى، وغناء، وخمر وعربدة، وأطفأ ذاك اللموع الذي رأيناه في المجال العلمي، والمجال الأدبي، ومجال الثقافة والحضارة، ومجال العدل والإنصاف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحسيبه الله. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني