الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للمرأة قص الحواجب إن طالت طولا غير طبيعي

السؤال

اطلعت على عدة فتاوى بخصوص موضوعي، ولكنني أود التفصيل في حالتي قليلا: بالنسبة لحكم قص الحواجب إذا كانت طويلة ومجعدة وتخرج عن مسار الحاجب الطبيعي وقد كنت أقص الزائد منها وأرتبها حتى تصبح بشكل طبيعي فخفت أن تكون من الشبهات أو تكون محرمة في الأصل وقد نصحني كثير باستخدام بدائل، لأنها تشوه فاستخدمتها ولم تنفع مع طبيعة شعري وكذلك يصبح شكلها منفرا أكثر أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرا، وهل فعلي جائز أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

اعلمي أن النمص في الأصل محرم على النساء والرجال، فقد جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، قال فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، فقال عبد الله وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله، فقالت المرأة لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. رواه مسلم.

والنمص هو نتف شعر الحاجب، أما قصه: فقد وقع فيه خلاف بين أهل العلم، وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين كما في فتاوى المرأة المسلمة: عن حكم إزالة أو ترقيق شعر الحاجبين وذلك لغرض الجمال والزينة، فما حكم ذلك؟ فأجاب: هذه المسألة تقع على وجهين:

الوجه الأول: أن يكون ذلك بالنتف، فهذا محرم، وهو من الكبائر، لأنه من النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله.

الثاني: أن يكون على سبيل القصّ والحفّ، فهذا فيه خلاف بين أهل العلم هل يكون من النمص أم لا؟ والأولى تجنب ذلك.

أما ما كان من الشعر غير المعتاد بحيث ينبت في أماكن لم تجر العادة بها، كأن يكون للمرأة شارب، أو ينبت على خدها شعر فهذا لا بأس بإزالته، لأنه خلاف المعتاد وهو مشوّه للمرأة، أما الحاجب: فإن المعتاد أن تكون رقيقة دقيقة، وأن تكون كثيفة واسعة، هذا أمر معتاد وما كان معتادا فلا يتعرض له، لأن الناس لا يعدونه عيبا، بل يعدون فواته جمالا أو وجوده جمالا وليس من الأمور التي تكون عيبا حتى يحتاج الإنسان إلي إزالته. انتهى.

وعند المنع من أخذ شعر الحاجب تبقى حالات ضيقة أجاز فيها أهل العلم الأخذ, وذلك في حالتين وهما:

1ـ أن يكون ذلك لضرورة العلاج الذي لا يتم إلا بالأخذ منهما، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 17598.

2ـ أن يكون شعر الحاجبين، زائداً زيادة مؤذية أو مشينة للخلقة بحيث تصل إلى حد التشويه، أما مجرد سخرية الصواحب وضحكهن ممن لم تجاريهن في تنمصهن وفسوقهن فليس بمسوغ للنمص، لكن ينبغي أن يعلم، أن الضرورة تقدر بقدرها.

وبناءً على ما سبق، فإذا كان وضع الحاجبين خارجا عن طور الحاجبين الطبيعيين خروجاً ظاهر وملفتا ومشيناً فإنه يجوز لك الأخذ منهما بالقدر الذي يجعلهما غير مشينين، وذلك لأدلة ذكرناها في الفتويين رقم: 13654، ورقم: 1007.

فإذا كان الأمر كما ذكرت من كونها طويلة وتخرج عن المسار الطبيعي لها ولم يناسبك استخدام وسائل أخرى تجيزها الشريعة لترتيب شعر حاجبك، بل إن ذلك ينفر أكثر فلا بأس عليك ـ إن شاء الله ـ في قصك للزائد من شعر حاجك حتى يصبح بشكل طبيعي كما هو معتاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني