الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من حلف بأنه لن يفعل أمرا معينا فحنث

السؤال

أقسمت بالله أني لن أفعل فعلًا معينًا, وقلت: "إن فعلت سأصوم عن كل فعلة ثلاثة أيام" ولكني لم أستطع, وأغواني الشيطان بالفعل - لأن الفعل فعل حرام, وله لذة - حتى وصلت الأيام التي عليّ صيامها إلى عشرين يومًا, ولم أصم منها شيئًا, ولا أستطيع أن أصوم عشرين يومًا؛ لأني في دراسة, فأخرج من الصباح وأرجع آخر النهار, وأبذل مجهودًا كبيرًا, فقد أتعرض للإغماء, فما هي كفارة هذا؟ وهل هذا نذر؟ علمًا أني– واللهِ - لا أتهرب من هذا, ولكني لا أظن أني سأصوم عشرين يومًا, وإن فعلت الكفارة فسأصوم العشرين يومًا فيما بعد, ولكني لا أضمن ذلك للأسباب التي قلتها, وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن يمينك هذه يمين لجاج, وهي التي يقصد بها الحالف المنع من شيء, أو الحث على شيء، وصاحبه مخير بين الوفاء بما حلف عليه, وبين أن يكفر كفارة يمين، كما سبق بيانه في الفتوى: 30392.

فإن فعلت ما حلفت عنه وجب عليك أن تصوم ثلاثة أيام, أو تكفر كفارة يمين. ومن ثم فالواجب عليك هو أن تصوم العدد الذي عليك من الأيام, أو تكفر كفارات أيمان بعدد تكرر الفعل منك؛ فكل فعلة فعلتها تلزمك بها كفارة يمين, كما هو ظاهر من قولك: "إن فعلت سأصوم عن كل فعلة ثلاثة أيام" وانظر الفتوى: 78842.

ولتعلم أن ترك الحرام واجب بأصل الشرع, ولا يحتاج إلى القسم على تركه، ولكنه يتأكد بالحلف، والحنث فيه يوقع في الإثم من جهتين: جهة ارتكاب الحرام، وجهة الحنث في هذا النوع من الأيمان التي هي عن فعل الحرام الواجب تركه بأصل الشرع؛ فعليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وتكثر من الأعمال الصالحة قبل فوات الأوان، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني