الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نتر الذكر وتفتيشه للتأكد من عدم وجود شيء فيه من التنطع وسبب للوسوسة

السؤال

أعاني من انتصاب القضيب دون شهوة في أوقات حرجة أحيانًا - كالمدرسة مثلًا - مع العلم أني لست شاذًّا, ولا أتخيل أي مثير, وأحيانًا أذهب لدورة المياه للتأكد من عدم خروج المذي, فلا أرى شيئًا, فأقوم بنتر القضيب, فأحيانًا يخرج القليل - قطرة صغيرة جدًّا – فهل يعتبر خروجه بشهوة كونَ الشيطان قد صور لي شيئًا أثناء انتصابه بغير شهوة؟ وهل يجب التشدد ونتر القضيب؟
تعبت من هذه الحالة, فأتمنى إفادتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فاعلم أولًا أنك لست مطالبًا شرعًا بنتر الذكر وتفتيشه للتأكد من عدم وجود شيء فيه, بل هذا من التنطع, وهو أقرب سبيل لاستيلاء الوسوسة عليك, بل عده بعض الفقهاء بدعة محدثة, جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: وَتَفْتِيشُ الذَّكَرِ بِإِسَالَتِهِ وَغَيْرُ ذَلِكَ: كُلُّ ذَلِكَ بِدْعَةٌ لَيْسَ بِوَاجِبِ وَلَا مُسْتَحَبٍّ عِنْدَ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ, بَلْ وَكَذَلِكَ نَتْرُ الذَّكَرِ بِدْعَةٌ عَلَى الصَّحِيحِ لَمْ يُشَرِّعْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهــ .
وما تعانيه من المشقة إنما هو نتيجة لاسترسالك مع تلك الوساوس, فاتق الله تعالى, وكف عما تفعله, ولا تلتفت إلى وسوسة الشيطان, وأعرض عنها كليًّا, وستستريح من التعب والمشقة.

وأما هل خروجه يعتبر بشهوة ... الخ فهذا أنت أدرى بجوابه, لا نحن؛ لأن الذي يحس بالشهوة هو صاحبها، لكن المهم أن تعلم أنك إن تيقنت من خروج مذي فإنه يعتبر ناقضًا للوضوء, ويجب الاستنجاء منه.

وإن تيقنت من خروج مني فإن ذلك موجب للغسل, وليس بنجس على الراجح.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني